فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

اني أنا أخوك
هدى من الآيات

و بعد ان اخذ يعقوب موثقه من أبنائه بعث معهم أخاهم ، و أوصاهم بالا يدخلوا في مصر من باب واحد ليمنع عنهم الشر لو كان قد خطط ضدهم به ، و أكد ان هذا الاجراء لا يقاوم قضاء الله ، و ان الحكم لله ، و ينبغي ان يتوكل عليه المتوكلون ، فذهبوا و لما وصلوا مصردخلوا حسبما امرهم ابوهم - اي من ابواب شتى - و لكــن البلاء قد قدر لهم . نعم استطاع يعقوب بذلك ان يمتحن عمليا مدى طاعتهم بالغيب له .

فلما دخلوا عليه اقترب يوسف (ع) الى اخيه من امه و كشف له السر ، و أمره بالا يحــزن بمـا كانوا يعملون من الأذى به ، ولما جهزهم جعل الكيل في امتعة اخيه من امه ، ثم نادى منادى الدولة : ايتها العير انكم لسارقون ، و كانت تلك مفاجأة ثانية بالنسبة اليهم .
حيث اسرعوا الى المنادى ، و قالوا له : ماذا تفقدون ؟ قالوا نفقد كيل الملك و حددوا جائزة لمن كشف عن السارق و هي حمل العير ، و اكد يوسف (ع) على انهكفيل باعطاء ذلك الكيل لأهميته عند الناس في سني المجاعة . قال اخوة يوسف و هم يحلفون بالله لم نأت لكي نفسد في الارض او نسرق ، فسألهم : ماذا لو وجد الكيل عند واحد منكم ، و ما هو جزاؤه ؟ قالوا ان السارق سوف يكون شخصيا جزاء جريمته ، و بأمكان السلطة ان تأخذه عبدا لما اقترفه ، و هكذا تأمرنا قوانين بلادنا ، و هكذا تم ليوسف ما اراد حيث وجد مبررا لابقاء اخيه عنده .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس