بينات من الآيات
قاعدة امنية [67] قبل ان يرحل ابناءه عنه اوصاهم يعقوب بالا يدخلوا مصر من باب واحد بل من ابواب شتى .
[ وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة ]و السؤال لماذا ؟
هل خشي عليهم من العين الحاسدة . حيث انهم كانوا ذوي هيئة و جمال ، و كانوا مجمـــوعة اخوة من أب واحد متحدين ، أم أراد ان يجرب مدى طاعتهم له وهم بعيدون عنه ، أم انه خشي عليهم من السلطة التي طلبتهم باصطحاب اخيهم ؟
يبدو من السياق ان الاحتمال الأخير اقرب الى ذلك لأن يعقوب اكد لهم ان مثل هذا الاجراء لا يحفظهم عن الله ، و ان قدرة الله محيطة بهم ، و بسلطات مصر ، و على الانسان ان يتحذر من مكر اعدائه ، و لكن دون ان يترك التوكل على الله الذي يعطيه الشجاعة و التواضعو السعي الدائم الافضل قال يعقوب :
[ و ما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله ]أي ان تدبير الأمور في الحياة بيد الله سبحانه .
[ عليه توكلت و عليه فليتوكل المتوكلون ]
اي ليس من الصحيح ان يعتمد احد على ذكائه او حذره و خططه بل على الله .
[68] و هكذا انفصل اخوة يوسف عن بلدهم ، و دخلوا مصر من ابواب متفرقة مثلما أمرهم أبوهم ، و كانت خطة ملك مصر اسبق من خطة والدهم ، فلقد خطط يوسف للأبقاء على واحد منهم من أجل استدراجهم الى مصر ، و هكذا غلب التوكل الحذر .
[ و لما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ]تلك الحاجة هي امتحانهم ، او دفع الحسد عنهم ، او المحافظة عليهم و الاطمئنان على سلامتهم .
و بالرغم من ان التوكل يغلب الحذر ، فأن على البشر الا يترك الحذر ، و هكذا يمدح الله يعقوب على الانتفاع بعلمه و وصيته لأبنائه بأخذ الحيطة بالرغم من ان ذلك لم ينفعهم شيئا بعد ان هيئت اسباب بقائهم بمصر .
[ وإنه لذو علم لما علمناه و لكن أكثر الناس لا يعلمون ]لقد كان يعقوب عالما استفاد من علمه الذي علمه ربه ، و لكن اكثر الناس لا يستفيدون من علم الله ، فلا يعلمون شيئا .
|