بينات من الآيات البشر وطبيعته [103] مبدئيا يجب على كل انسان ان يكون مؤمنا . اذ ان الله اودع فيه العقل و انزل له الهدى . اما عمليا فان قليلا من الناس يرتفعون الى مستوى الايمان ، كما ان قليلا منهم يستفيــد من طاقة العلم و من كنوز الارادة التي استفاد منها كبار العباقرة من ابناء آدم . من هنا لا يجوز لصاحب الرسالة ان يصطدم بسبب عدم ايمان اكثر الناس . بل عليه ان يشكر الله كثيرا لايمان من آمن منهم لأنه قد وفق ان يكون سببا لصعود طائفة من ابناء البشر الى هذه القمة السامقة برغم الصعاب . [ و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ] [104] و لا يدل عدم ايمان الناس بالرسالة ان مصالحهم تضرب بالرسالة ، او ان الرسول يطالبهم بأجر ، او ان الرسالة قد هبطت لطائفة خاصة فقط . كلا .. [ و ما تسألهم عليه من أجر أن هو إلا ذكر للعالمين ][105] كما لا يعني عدم إيمانهم قلة الآيات . لان الآيات كثيرة و مبثوثة في السماوات و الأرض و لكنهم يعرضون عنها الى شهواتهم و الى الضغوط القريبة . [ و كأين من ءاية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون ][106] نعم ان الناس يتعرفون بفطرتهم على الله ، و لا ينكرون وجوده سبحانه و تعالى بصورة او بأخرى . انما القضية التي جاءت رسالات السماء من أجل اصلاحها هي ان ايمانهم مشوب بالشرك . فهم يؤمنون بالله و بالهوى و بالطاغوت ، و بالتالي لا يخضعون كاملا لله سبحانه ، و هذا يساوي الكفر تماما . اذ ما فائدة الايمان الذي لا يعطيك القدرة على مقاومة الضغوط . [ و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ] [107] يبقى ان نعرف عدم ايمانهم بالله ايمانا حقيقيا انما هو بسبب زعمهم بان الله لا يعاقبهم . لقد فرحوا بنعم الله عليهم . فلم يخشوا العذاب الذي يشملهم و يغشاهم . كما لم يخافوا الموت و ما وراءه من ساعة القيامة . التي تأتيهم فجأة في الوقت الذي هم غافلون عنها . [ أفــأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة و هم لا يشعرون ] |
|