فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس
في قصصهم عبرة
هدى من الآيات

انتهت قصـــة يوسف (ع) . و بقيت عبرتها المتمثلة في طبيعة البشر المعاندة للحق ، فأكثر الناس رغم حرص الرسول و اصحاب الحق ليسوا بمؤمنين ، و يحسبون ان الرسالة خسارة بينما هي ذكر . و توجيه للعاملين الى الحق الذي غفلوا عنه ، وكم هي الآيات المنتشرة في السماوات و الأرض يمرون عليها . دون ان ينتفعوا بها بل هم معرضون عنها . إن ايمان أكثرهم مخلوط بالشرك . و بالتالي فهو ليس بأيمان . و لا يدري هل هم قد اخذوا صك الأمان من عذاب الله الذي يشملهم اذا جاء و من الساعة التي تأتيهم فجأة في الوقت الذي هم لا يشعرون.

و لكن الرسول يدعوهم الى سبيل واضحة هي الدعوة الى الله على بصيرة و رؤية واضحــة له و لمن يتبعه ، و هي بصيرة التوحيد و تنزيه الله عن اي نوع من انواع الشرك . و هذه كانت رسالة الله من قبل التي نزلت على رجال من اهل القرى ، فلماذا لا يسيرون في الأرض ليروا ماذا كانت نهاية اولئك السابقين و ليعرفوا ان الدار الأخرةافضل للمتقين . فلماذا لا يعقلون و الحقيقة واضحة .

لقد ارسل اليهم رجالا فبلغوا رسالات الله فلم يستجيبوا لهم حتى اذا بلغوا درجة اليأس ، و ظنوا انهم قد كذبوا فعلا جاءهم نصر الله . فنجى ربنا من شاء بينما لم يقدر احد على رد بأسه سبحانه عن المجرمين . ان هذه هي عبرة قصص السابقين التي يستوعبها اولوا الألباب و العقول ، و ليس حديثا يمكن ان يفترى انما هو كلام حق يصدق الاحاديث السابقة و بفصل كل شيء و يهدي المؤمنين . و يفلح به المؤمنون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس