هل يستوي الأعمى و البصير هدى من الآيات في سياق سورة الرعد التي تدلنا على الله من خلال كائناته ، يذكرنا هذا الدرس بأن كل شيء خاضع لله من ملائكته و سائر خلقه طوعا أو كرها ، و ليست الأشياء وحدها خاضعة لله . بل حتى ظلالها و إنعكاسها خاضع له سبحانه ، و اذا تساءلت من الذي يدبر أمر السموات والأرض ؟ لجاءك الجواب : بأنه الله سبحانه ، اذا فلماذا يتخذ الانسان وليا من دونه ؟! و هل هناك إله يملك النفع و الضر سواءه ؟ كلا .. إن الفــرق بيـن من يؤمن بالله و بين من لا يؤمن به كالفرق بين البصير و الأعمى ، و النور و الظلمات ، و المؤمن عندما يتصل بالله يتحول من لا شيء الى شيء ، و لأن الله مهيمن على كل شيء و خالق كل شيء و به تقوم الاشياء فانه كلما كان الايمان أعمق كلما كانالانسان أكبر . إن الله سبحانه رازق كل شيء فمثل رسالته كمثل غيث ممطر من السماء علىالأرض فتستقبلها الأودية ليروي الزرع و الضرع ، ويجعل الأرض مخضرة ، و يزيل شوائب الحياة " الزبد " و لكن الانسان بدل أن يهتم بالماء نجده يهتم بهذا الزبد الطافح عليه ، ألا يدل ذلك على قصر النظر ؟! فليس النفع في الزبد و لكن النفع في الماء ، و الزبـــد هو الشيء الظاهر ، و الانسان لا يبحث غالبا عن الظاهر ، و هو عادة يحب المظاهر ، فالزبد يمثل متع الحياة الدنيا و ليست الحياة الدنيا بأفضل من الزبد ، بـــل هي و الزبد ســـواء . |
|