الكافرون .. صفات و تقييم هدى من الآيات حدثنا الدرس السابق في سورة الرعد عن صفات المؤمنين ، أما في هذا الدرس فيحدثنا عن نقيضهم ( الكفار ) ، و صفاتهم بعكس صفات المؤمنين . عندما يسود المجتمع .. اي مجتمع ثقة متبادلة بين أبنائه فان تفاعل هذا المجتمع مع بعضه يجري كمجرى الدم في العروق السليمة ، و كلما ازداد التفاعل و التكامل بين أعضاء المجتمع كلما كان أقرب الى الحضارة ، و الحضارة هي : حضور الانسان عند الانسان ، وسيادة العدالة و الثقة المتبادلة ، أما إذا انعدمت هذه الشروط في الحضارة فانها ستضمحل و يحل محلها التخلف حتى و ان ظهرت على السطح صور حضارية ، فليست الحضارة هي التقدم التكنولوجي ، و لكن الحضارة ما سبق ذكره . و كلما كانت الصلة بين ابناء المجتمع أمتن . كلما كانت رحمة الله اليهم أقرب . و أما اذا قطعوا الصلة التي أمر الله بها . فان لعنة الله المتمثلة في الحرمــان و العذاب تنزل بهــم . و لهم سوء الدار . و الرزق من الله . كما أن منعه بيد الله ، و اكبر من رزق الدنيا . هو نعيم الآخرة بينما الكفار يفرحون بما في الدنيا و ما في الدنيا غير متاع . و يطالب الكفار ابدا بآية . و كأن النقص في الآيات . كلا . انما النقص في أنفسهم اذ الله يضل من يشاء ، بسبب سوء إختياره و يهدي اليه من اناب اليه . و من هم المنيبون انهم المؤمنون حقا و هم الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله . بلى إن ذكر الله فعلا يعطي سكينة النفس و اطمئنان القلب . إن هؤلاء الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم حياة طيبة في الدنيا . و لهم حسن مآب في الآخرة . |
|