لله الأمر جميعا هدى من الآيات ضمن آيات هذا الدرس يذكرنا القرآن الحكيم بأن الهدى و الضلالة من عنده اذا أرادها الانسان لنفسه ، و ان الرسالة المحمدية هي امتداد طبيعي لرسالات الانبياء السابقين و مكملة لها و مهيمنة عليها جميعا ، و أن سنن الله واحدة تطبق على سائر الأمم في سائر الأجيال ، فكما انطبقت على تلك الأمم هذه السنن كذلك تنطبق على هذه الأمة . و يذكرنا السياق بأن اساس كفر الكفار ليس برسالة الرسول ، بل بالرحمن ، ثم بما يتفرع منه من رسالات الرحمن ، فعلى الرسول أن يتوكل على الله لو كذبوه ، و لو أن الله استجاب لهم بطلبهم المزيد من الآيات لما زادهم ذلك الا عنادا و استكبارا ، ثم هل هناك آيةاكبر من هذا القرآن الذي لو كان من المقدر ان يسير الجبال و يكلم الموتى لكان به و أكبر دليل على ذلك أن كثيرا من القوارع نزلت على من قبلهم أو قريبا منهم فلم يتعظوا ، و لو أنهم يريدون الهداية بالآيات لاهتدوا بتلك القوارعو اتعظوا بها ، فهذه الأمم أعطيت مهلة كما أعطوا هم مثلها ، فعاجلهم الله بالعقاب لما اختاروا الكفر على الأيمان . و بعد ذلك يسأل : هل إن الله هو القائم على كل نفس بما كسبت من خير أو شر أم الشركاء ؟! و هل الشركاء هم الذين ينبؤون الله و يوحون اليه ؟! ان مكرهم السيئات ، و تزيين ذلك في نفوسهم ، و الصد عن سبيل الله كان السبب الرئيسي في إضلال الله لهم ، و من يضل الله فلن تجد له هاديا مرشدا ، و أما نهاية هؤلاء فاما عذاب الدنيا و الآخرة ، أو عذاب في الآخرة ، و أما نهاية المؤمنين فأحسن منهم مقاما و أفضل نديا . |
|