فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس
إتمام الحجة
[4] كــون ربنا عزيزا فانه حميد أيضا ، لا يعذب الناس الا بعد ان يتم حجته عليهم . و لكن كيف ؟ قال تعالى :

[ و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ]

بكل وضوح و بعبارات مفهومة و أمثلة و قصص ، لتذكر من اراد الآخرة ، و سعى لها سعيهــا فان الله يهديه اليها ، و من اعرض عنها و استحب الدنيا ، فان الله يضله .

[ فيضل الله من يشاء و يهدي من يشاء و هو العزيز الحكيم ]فلا يضل أحدا أو يهديه الا بحكمته البالغة .

[5] و التاريخ يشهد على هذه الحقيقة ، فعندما أرسل ربنا موسى بآياته التي تستجلي الفطرة ، و تبهر العقل ، بعصاته و يده البيضاء ، و أمر الله بان يذكرهم بأيام الله حين ينتصر المظلوم على الظالم في الدنيا و الآخرة ، لعله يخرجهم بهذه التذكرة منظلمات الأرهاب و العذاب و عبادة الطاغوت الى نور الحرية و الرفاه و عبادة الرحمن .

[ و لقد أرسلنـــا موسى بأيـاتنا إن أخرج قومك من الظلمات إلى النور و ذكرهم بأيام الله ]فجاء ذلك اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون و قومه سريعا ، و أورث بني اسرائيل أرضهم و ديارهم ، و لكن لم يتم ذلك و لم يكن ليتم الا بالصبر و الشكر ، و المزيد من تحمل الصعاب ، و المزيد من العمل الذي يفتح العقل و يهدي به الله السبيل .

[ إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس