لا تلوموني و لوموا أنفسكم هدى من الآيات ذكرنا الدرس الذي مضى بان أعمال الكفار كالرماد تبذه الريح العاصفة ، و لا يحصلون مما كسبوا على شيء ، و في هذا الدرس يذكرنا سببب ذلك ، كما يبين ما يعاكسه من ثبات عمل المؤمنين . و نتساءل كيف و لماذا ؟ ان الكفار يعتمـدون على الطاغوت و الجبت ، وهما غير مهتدين و لا واثقين من أنفسهما ، فالطاغوت المتمثل في المستكبرين يتبرأون يوم القيامة عمن اتبعهم ، و اذا سألوهم أنا كنا تبعا لكم فهل انتم تحملون عنا شيئا من العذاب ؟ أجابوا : كلا .. لأننا ضالون مثلكم، و ثانيا .. لأننا بدورنا لا ندفع العذاب عن أنفسنا ، أما الجبت المتجسد في الشيطان فانه يأتي يوم القيامة ، و يشمت بمن أتبعه و يقول لهم : ان الله وعدكم حقا و وعدتكم باطلا ، و لم أكن استطيع اجباركم على اتباعي أنما أنتم استجبتم لي بحريتكم ، فاللوم عليكمو ليس علي ، ثم يقول لهم : لا أنتم تنقذوني من العذاب و لا أنا انقذكم ، واني الآن أتبرئ من شرككم ، وأعلن ان الظالمين لهمعذاب أليم بعكس وعودي السابقة . هكذا خابت ظنونهم .. أما المؤمنون فانهم أدخلوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن الله ، و هم يسلمون على بعضهم بعكس ما يجري في جهنم من صراع ، فسبب ثبات أعمال المؤمنين ان الله يثبتها ، و مثلها مثل شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء ، وأكلها دائم ، بينما الكلمة الخبيثة و العقيدة الفاسدة مثلها مثل شجرة خبيثة ليــس لها أصل و لا قــرار ، و هكذا يحصن الله أعمال المؤمنين بالعقيدة الصالحة و الثواب ، بينما يضل الظالمين ، و هو قاهرفوق عباده يفعل ما يشاء دون أن يسأل عما يفعل و هم يسألون . |
|