فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس
كلمة طيبة و كلمة خبيثة
[24] لماذا تشتد الريح بما كسبه الكافرون ؟

لانه لا يعتمد على أساس راسخ الجذور .

حين تكون عقيدة الفرد قائمة على أساس العلم ، و تكون إرادته ضمانه لتلك العقيدة ضد ضغوط الهوى و المجتمع ، حينها يكون قول الفتى ثابتا على الحق ، لا يغيره إرهاب أو ترغيب أو عسر أو حرج ، فانه يكون مثل الشجرة المفيدة التي ضربت بجذورها في تخوم الأرض ، و انتشرت فروعها في عرض السماء .

[ ألـــم تـر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء ][25] و لأن العقيدة الثابتة ، قوية الجذور ، و يتعهدها الفرد بكل طاقاته ، فهي ستكون كثيرة الثمار من أعمال صالحة ، و أقوال طيبة ، و سلوك حسن .

[ تؤتي أكلها كل حين ]


كل وقت .

[ بإذن ربها ]

بالتوكل على الله .

[ و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ]

فعن طريق تشبيه الشؤون البشرية بالطبيعة المخلوقة قد يصل العقل الى كنه الحقائق .

و سواء كانت هذه الشجرة نخلة أو شجرة وهمية أو شجرة مجهولة أو حتى كان المراد بها الشجرة الطيبة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و أهل بيته الطاهرين كما جاء في روايات كثيرة ، فان الهدف معرفة الأمر الحاسم لثبات العقيدة الصادقة في طيب عطاء الفرد و كثرته .

[26] أم الكلمة الخبيثة التي تعني تلك النفس التي لا تعتمد على اصل العقيدة الراسخة ، فان مثلها كمثل شجرة خبيثة ليس لها قرار في الأرض ، و لا ثمر .

[ و مثل كلمة خبيثة ]

الكلمة في القرآن تشير الى محتواها و ليس لفظها ، كما كلمة الله ( كن فيكون ] اشارة الى ارادته العليا ، و عيسى كان تجسيدا لكلمة ( كن فيكون ) لذلك سمي بكلمة الله .

فالكلمة الخبيثة : هي الفكرة الخبيثة الباطلة ، التي تعبر عنها الكلمة و هي كما يشير اليه السياق القادم - ان يجعل لله اندادا ليضلوا عن سبيل الله - .


[ كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ]

و تشبه هذه الشجرة التجمعات القبلية أو الحزبية الضالة ، كبني أمية في التاريخ و مثل حزب البعث اليوم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس