و برزوا لله الواحد القهار هدى من الآيات الذين يشكرون الله ، فيستخدمون نعمه في سبيل خيرهم ، يكون مصيرهم الفلاح مثل ابراهيم (ع) بينما الذين يتخذون من النعم وسيلة للبطش و الظلم فان الأجل الذي حدد لأختبارهم سوف ينقضي و الله ليس بغافل عنهم و لا عن أعمالهم ، انما يؤخرهم ليوم القيامة حيث تشخصمنه الابصار ، و تتركز الى موضع الخطر لشدته ، يسرعون الى الداعي و يرفعون رؤوسهم هلعا ، لا يملكون التحكم بأعينهم ، بينما تذهب قلوبهم الى حيث شاءت دون ان يتحكموا في افكارهم ، و سيتمنى الظالمون يوم العذاب لو يؤخرهم ربهم الى أجل قريب حتى يستجيبوا دعوة الحق ، و يتبعوا الرسل ، و يتساءل القرآن : أو لم تكونوا قد حلفتم انه لا زوال لكم ، و قد سكنتم في منازل الهالكين من اسلافكم الظالمين . وقد رأيتم ماذا فعل الله بهم من عذاب ، و قد نبهكم الله الى هذا المصير عن طريق بيان القصص الرشيـــدة ، و بالرغم من ان الظالمين يخططون لأنفسهم لكي يحصنوها ضد الهلاك ، الا ان الله يحيط بمكرهم و ان كانت محكمة بحيث تستطيع ارادته ازالة الجبال . و كما يهلك الله الظالمين كذلك يورث الرسل أرضهم بوعده ، فلا تظن ان ربك يخلف وعده لانه عزيز ذو أنتقام ، و في يوم القيامة تتحول الارض غير الارض حتى تحسبها غير هذه الارض ، كما تتغير السماوات ، و وقفوا جميعا امام الله الواحد الذي يقهر عباده بسلطانه ، وهنالك ترى المجرمين مقرنين في الأغلال ، يلبسون ثيابا من القطران التي يطلى بها جسم الأبل ، بينما تشوي وجوههم النار ، و هنالك تتجسد المسؤولية حيث تلقي كل نفس جزاء أعمالها التي اكتسبتها و التي ضبطها الله بسرعة في الحساب ، هذا نذير بليغ للناس لكي يعلمواانما الله اله واحد ، و لكي يتذكر أولوا الالباب . |
|