فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
واذ يعدكم الله احدى الطائفتين :
[ 5] في الحياة انظمة يوحي بها الله عبر الرسالة ، و ينفذ الله هذه الانظمة إما بيد الناس وإما بصورة غيبية ، وهذه الانظمة حق يتبعها المسلمون و يثق بها المؤمنون ، و يتوكلون على الله اطمئنانا بها ، و يتجاوزون كل عقبة في طريقهم ، و المثال الظاهر لذلك هيقصة حرب بدر ، حيث أخبر المسلمون بتحرك عير قريش قريبا من المدينة ، و بما ان المسلمين كانوا ينتظرون فرصة للثأر من اعدائهم الذين حاصروهم اقتصاديا و نهبوا ثرواتهم آنئذ بادر المسلمون للخروج ، إما للقتال وإما للغنائم ، وهكذا أخرج الله المسلمين من بيوت الأمن ، و دفعهم الى الحرب بينما كان فريق منهم كارهين .
[ كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون ]وكراهتهم انما كانت بسبب عدم ايمانهم بالله و بالحق و المسقبل .
[ 6] وهذا الفريق كانوا يجادلون في الحق ، في الوقت الذي تبين لهم الحق في الرسالة الجديدة التي آمنوا بها و بصدقها وانها تتحدث عن الله .
[ يجادلونك في الحق بعد ما تبين ]
والحق واضح ، وقد يكون شخص غير مقتنع به بسبب نقص فيه ، و ليس في دلائل الحق .
[ كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون ]
و حيث انهم لا يعرفون طبيعة الحق ، وان عاقبته خير و رفاه ، لذلك لا ينشطون في طريقه بل يعتبرون كل تحرك نحوه كأنه تحرك نحو الموت الظاهر .
ذات الشوكة :
[ 7 ] وكان ينتظر المسلمون العير فجاءهم النفير ، ولكن كانت في ذلك حكمة بالغة حيث اراد الله تحطيم شوكة الكفار و اشاعة الرعب في نفوسهم و تحول المسلمون الى قوة عسكرية معترف بها في الجزيرة .
[ واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم ]
اي انكم سوف تغلبون الاعداء بالتأكيد . فتحصلون اما على قافلتهم التجارية التي كانت تمر قريبا منكم ، او تهزمون جيشهم الذي يأتي لمحاربتكم ، ومع وعد الله لهم بالنصر فانهم كانوا يحلمون بالعير و يخافون النفير .
[ و تودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ]
وذلك خوفا من مواجهة العدو عسكريا و الله يريد غير ما يريده الناس .. الناس يريدون عاجل المكاسب و الله يريد تحقيق الاهداف البعيدة للامة و ذلك بدعم جانب الرسالة الحقة ، و استئصال شأفة الكفار ، حتى لا يبقى لهم كيان يعتمدون عليه .
[ ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ]
حيث ان اوامر ا لله بالخروج لا تهدف حصول المسلمين على بعض الغنائم ، بل تهدف اقامة حكم الله في الارض و تصفية الطواغيت .
[ و يقطع دابر الكافرين ]
[ 8] وهناك حكمة اخرى لربنا هي كسر شوكة المجرمين حتى لا يقدروا على مقاومة الرسالة .
[ ليحق الحق و يبطل الباطل ولو كره المجرمون ]
الامداد الغيبي متى وكيف ؟
هدى من الآيات :
المؤمنون يتوكلون على ربهم فيجتازون المشاكل بتأييد غيبي ، و تقدير رشيد من الله لهم ، واليك مثلا من معركة بدر كيف استغاث المسلمون بربهم بعد ان قرروا خوض المعركة صادقين ، وعوضوا ضعفهم المادي بالتوجه الى ربهم لينصرهم فاستجاب الله لهم ، و امدهم بألف ملكشكلوا خلفية الجيش الاسلامي ودعما له ، ولم يكن الهدف من ارسالهم سوى تقوية نفسيات المسلمين ، و ليكونوا مبعثا لأطمئنان قلوبهم ، بينما لم يكن النصر النهائي الا من الله ، و ربما من غير طريق الملائكة لان الله قوي قاهر و قادر على نصر من يشاء ، ولكنه لا ينصر الا من يستحق النصر .
و بالرغم من هول المواجهة فان الايمان الذي ازداد بالمواجهة و التوكل برد افئدة المسلمين ، فاستولى عليهم النعاس ، وجاء ماء السماء يلطف الهواء ، و يطهر الاجواء و الابدان ، و يبشــر القلــوب بالرحمـة فيذهب عنها وســاوس الشــيطان ، و يعقــد المـسلـــمون
العزم على الحرب ، فثبتت اقدامهم في المواجهة ، واذا بالملائكة يثبتون بوحي من ربهم الذين آمنوا ، واذا بربنا الحكيم يبعث في قلوب الاعداء الخوف ، و يتفوق المسلمون على اعدائهم نفسيا ، فيضربون فوق الاعناق رؤوسهم و يضربون ايديهم ، ولكن لماذا تحيز ربنا ضد الكفار او ليسوا عبيده ؟ نعم و لكنهم شاقوا الله و عارضوا رسوله ، و الله شديد العقاب ليس في الدنيا فحسب بل في الاخرة يعذبهم عذابا شديدا .
|