فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
الاجراءات الهجومية في العسكرية الاسلامية :
[ 57] ما هو الهدف القريب للعسكرية الاسلامية ؟
الهدف هو الهجوم الصاعق و الماحق على العدو بغية تحطيمه عسكريا و الحاق الهزيمة بمعنويات حلفائه من اجل ان يتركوا طغيانهم و يعودوا الى العقل .
[ فاما تثقفنهم في الحرب ]
اي اذا ادركتهم في ساحة الحرب .
[ فشرد بهم من خلفهم ]
أي العدو الذي يدعمهم من خلف .
[ لعلهم يذكرون ]
اي يعودوا الى رشدهم .
الخيانة و نقض العهد :
[ 58] و حين تخاف من قوم خيانة بالعهود و المواثيق ، فلابد ان تعلمهم بخيانتهم و تهددهم بالحرب ، وان الله لا يحب الخائنين .
[ واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين ]اي عاملهم في قضية العهد كما هم يعاملونك دون ان تتجاوز ذلك و يدعوكنقضهم للعهد الى الاعتداء عليهم لان الله تعالى لا يحب الخائنين . واما هم فان خيانتهم سوف تسبب لهم ضررا او لان الله لا يحب الخائنين .
[ 59] والذين كفروا يزعمون انهم اقوى و احق بالحكم ، لانهم السابقون و ان بامكانهم - بسبب هذا السبق و التقدم الزمني - ان يقضوا على قوة المسلمين و يعجزوهم ولكن كلا .
[ ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون ]
ان السبق الزمني مع الكفر لا يعني شيئا فالكفر يعمي البصر و يغلق القلب و يشوش الرؤية .
[ 60] ولكن متى لا ينفع السبق ؟
حين يكون هناك سعي دائب من اجل الحصول على القوة الذاتية . وهذا السعي يعني عدة امور :
الاول : الاستعداد للمستقبل ، والا يكون العمل في لحظة الحاجة فقط .
الثاني : ان يكون هذا الاستعداد بالنشاط المكثف الذي لا يدع امكانية ولا مقدرة ولا جهدا ولا فرصة الا وتستغل من اجل بناء القوة الذاتية .
الثالث : ان يكون الهدف هو التغلب على كل نقاط الضعف و كل الثغرات الامنية و الاجتماعية .
[ و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ]
وهكذا يأمرنا ربنا بتقوية انفسنا بما نملك من استطاعة اي تحويل طاقاتناالكامنة في انفسنا الى كيان واقعي .. يجب ان يتحول الفكر و العقل الىعلم و خبرة ، و الخبرة الى ابنية و عمارات و فنادق ، وكذلك المقدرة الجسدية يجب ان تتحول الى اسلحة و ادوات و صناعات مختلفة .
كما ان البرامج الفكرية اسلامية يجب ان تتحول الى قوة اجتماعية متماسكة ، اما المعادن و الذخائر فيجب ان تتحول الى قوة اقتصادية و ثروة مالية .
ولكن القوة يجب الا تكون فقط في تعبئة القوى البشرية و الماديــة في صناعة الاسلحة ، بل يجب ان يبلغ حد الاستعداد لخوض القتال مباشرة لذلك اكد ربنا سبحانه على هذه الجهة قائلا :
[ ومن رباط الخيل ]
اما الهدف الابعد للاستعداد فليس مجرد القدرة على الدفاع ، بل القدرة على الهجوم فيما لو اختار العدو الاعتداء على المسلمين حتى يلقي في افئدته الرعب .
[ ترهبون به عدو الله و عدوكم ]
كما ان بناء القوة الذاتية الرادعة تمتن الجبهة الداخلية ولا تدع ضعاف النفوس يرتبطون بالاجنبي ابتغاء العزة و القوة .
[ و اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ]
وبناء القوة الذاتية بحاجة الى العطاء ، وهذا العطاء سوف لا تذهب عبثا بل يعود الى المجتمع و زيادة .
[ وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم ]
اي يعود اليكم وافيا غير منقوص .
[ وانتم لا تظلمون ]
[ 61] و الاستعداد للقتال لا يعنهي انبعاث روح البطش و الاعتداء في الامة ، بل من الضروري ان يكون انضباط الامة بمستوى قوتها ، وان يهتموا بالسلام أكثر من اهتمامهم بالحرب .
[ وان جنحوا للسلم فاجنح لها ]
و قرار السلم يجب ان تتخذه القيادة ، و يجب الا يدفع الخوف من اعتداء العدو علينا ، لا يدفعنا نحو المبادرة بالهجوم بل لمقاومة هذا الضعف النفسي وهذا الخوف يجب ان نتوكل على الله تعالى .
[ وتوكل على الله انه هو السميع العليم ]
اسباب الحروب :
[ 62] ان الدافع الاساسي لكثير من الحروب الدامية ، هو الخوف المتبادل من هجوم الطرف الاخر . واذا كان عند احد الطرفين اطمئنان كاف بالقدرة ، فانه لا يهاجم خوفا من الطـرف الاخر ولا يستجيب لاستفزازاته .. لذلك يؤكد ربنا سبحانه على ضرورة التوكل على الله تعالى و الثقة بنصره ، وعدم الاستجابة لهاجس الخوف من العدو للقيام بحرب و قائية .
[ وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره و بالمؤمنين ][ 63] وكان من ابرز آيات نصره لك هو توحيد جبهتك الداخلية ، حيث ان الله هو الذي الف بين قلوب المؤمنين .
[ وألف بين قلوبهم ]
وتأليف القلوب يبدو في الظاهر عملية بسيطة بينما هو مستحيل من دون تأييد الله .
[ لو انفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم ]حين هداهم الى توحيده و زكاهم عن الذاتيات ، و بعث اليهم كتابا و رسولا يعتصمون بحبله عن طريق تطبيق برامج كتاب الوحدة و تنفيذ اوامر الرسول القائد (ص) .
[ انه عزيز حكيم ]
|