فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
القنوات الخبرية في الاسلام :

[ 61] كثيرا ما نجد المستكبرين الذين يخالفون القيادات الرسالية بسبب أو بآخر لا يجرؤون على النيل من شخصية القائد ، ولو فعلوا لم يستمع اليهم احد ، لذلك تراهم يتعرضون لمن حول القائد ، و يشككون في اجهزته و قنواته الخبرية ، و يدعون بان القائد بسيط و ساذجأو انه انسان طيب يثق بكل الناس ، وأن من حوله يستغلون طيبه في املاء المواقف الباطلة عليه ، وهكذا قال المنافقون عن الرسول ، ولكن نعلم سلفا ان هدف هؤلاء هو شخص القائد وانهم يحاربونه نفسيا ، و يتعمدون إيذاءه عن طريق مثل هذه الاشاعات حوله .

[ ومنهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو اذن ]

أي انه يسمع كل من يتحدث اليه ، و يقبل كلام الناس دون تمحيص أو نقدولكن هل هذا صحيح ؟ كلا .. ولعدة أسباب منها :

ان أي قائد هو مسؤول عمن حوله وعن أجهزته ، و القائد الرسالي يختار أجهزته من بين أنقى الناس ، وحتى لو لم يقدر فهو لا يسلم نفسه لمن حوله ان كانوا انتهازيين ، وهكذا كان حول الرسول رجال صادقون اختارهم بدقة ، أما غيرهم فلم يكن يتأثر بكلامهم الرسول (ًص) .


ومنها : ان هدف الرسالي هو تحقيق مصلحة الامة ، ولذلك فهو لا يسمع الاخبار المسيئة بشخصية هذا او ذاك ، ولا يتأثر بالصراعات القائمة داخل المجتمع المسلموالتي يحاول كل طرف منها تجيير شخصية القائد لحسابه ، و لذلك فهو هدف مسبق .

ومنها : ان هدف الرسول وكل قائد رسالي هو اشاعة الرحمة و البركة لكل ابناء المجتمع القريب و البعيد ، و أشارت الآية الكريمة الى هذه الحقائق قائلة :

[ قل اذن خير لكم ]

فهو لا يسمع الشائعات المضادة لمصلحة الناس .

[ يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين ]

فالايمان بالله يجعل القائد بعيدا عن التأثر بالأقوال الكاذبة .

[ و رحمة للذين ءامنوا منكم ]

فهو رحمة للجميع .

[ والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم ]


كيف يثبت المنافقين إنتماءهم ؟

[ 62] ثم ان المنافقين يحاولون شق عصا المؤمنين و بناء جدار بين القيادة الرسالية و المجتمع ، لذلك ..

[ يحلفون بالله لكم ليرضوكم و الله و رسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين ]فان كانوا جزء من ابناء المجتمع المسلم فان عليهم ان يرضوا الله و القيادة الرسالية ، ومن يقاوم القيادة الرسالية فانه لا يمكنه الادعاء بانه ليس بعدو للمجتمع المؤمن بالقيم ، و القائم على أساسها .


[ 63] والذين يحاربون الله و رسوله و القيادة الرسالية ، و يحاولون تجاوز حدود الله فان الجزاء المعد لهم جهنم .

[ آلم يعلموا انه من يحادد الله و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ]ان تنتهي حياة البشر التي هي الفرصة الوحيدة بنار خالدا فيها ، أو ليس ذلك خزي وذل عظيم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس