فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
هكذا كانت عاقبة المستهزئين
هدى من الآيات
النفاق تيار اجتماعي وليس عملا فرديا أو سلوكا منفصلا عن سلوك الآخرين وهو في ذات الوقت تيار تأريخي علينا أن ندرك علاقته من خلال عاقبة مثيلاته في الماضي ، فقد كان من قبل هؤلاء المنافقين من هو أشد منهم قوة و أكثر أموال و أولادا عدة و عددا ولكنهم استهلكوا ما كانت لديهم من قوة و متع ، وهؤلاء المنافقون يسيرون على ذات الخط و كانت عاقبة اولئك حبط أعمالهم في الدنيا و الاخرة ، و خسارة فرصهم في الحياة الدنيا .
ومثل هؤلاء يتجسد في قوم نوح و عاد و ثمود و قوم إبراهيم و أصحاب مدين وكذلك المؤتفكات الذين ظلموا أنفسهم و اهلكهم الله بعد أن انذرهم بالرسل و البينات .
وكما ان المنافقين تيار اجتماعي تاريخي فكذلك المؤمنون بعضهم أولياء بعض ، وهم يتفاعلون مع بعضهم في القيم السامية حيث يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة كفرائض اجتماعية اقتصادية ، و يخضعون للقيادة الرسالية حيث يطيعون الله و رسوله ، واولئك سيرحمهم الله ، و ينزل عليهم الرخاء ان الله عزيز حكيم ، هذا في الدنيا ، أما في الاخرة فقد وعدهم الله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ، و أكبر من ذلك هو الفوز العظيم .
|