فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
دروس من التأريخ :

[ 69] لكي يرتفع البشر عن حدود المؤثرات العاجلة في سلوكه فعليه أن يتمتع برؤية تأريخية ، و ينظر الى حياته من خلال بصائر الماضي و سننه ، و المنافق اذا نظر الى نظرائه في التأريخ و كيف كانت عاقبتهم اذا لتراجع عن نفاقه ، و لذلك يذكر ربنا المنافقين بمن سبق من أسلافهم و يقول :

[ كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة و اكثر اموالا و أولادا ]وهذا اكتملت فيهم اسباب القوة و اغتروا بها فاستخدموا قوتهم في تحقيق مطامحهم الخاصة من دون اهتمام بواجباتهم الدينية . تماما كما يفعل المنافقون اليوم .

[ فاستمتعوا بخلاقهم فاستمعتم بخلاقكم ]

أي انهم استفادوا من نصيبهم في الحصول على المتعة كما تفعلون انتم ، فعليكم ان تقيسوا انفسكم بهم و تنظرون كيف كان مصيرهم .

[ و خضتم كالذي خاضوا ]

أي كما انهم خاضوا في غمرات الشهوات دون ان يحددوا شهواتهم بالعقول ، أو يستلهموا في أعمالهم من الوحي ، فانتم كذلك خضتم إتباعا لهم و تقليدا . فماكانت عاقبة اولئك ؟

[ اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا و الاخرة ]

أي خسرت أعمالهم الايجابية التي عملوها من أجل الدنيا أو من أجل الاخرة وذلك بسبب أفعالهم السيئة .

[ و أولئك هم الخاسرون ]

[ 70] المنافق و الكافر يشتركان في مصير واحد لانهما يشتركان في اتباع الشهوات ، و مصير الكافرين في التأريخ عبرة كافية للمنافين أيضا .

[ الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح و عاد و ثمود وقوم إبراهيم و اصحاب مدين ]أي قوم شعيب الذين أهلكهم الله بعذاب يوم الظلة .

[ و المؤتفكات ]

أ ي المنقلبات وهي مدن قوم لوط .

[ اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ]ظلموا أنفسهم بترك البينات ، و الكفر بالرسل .


صفات المؤمنين :

[ 71] وفي مقابل التيار المنافق نجد التيار المؤمن الذي يتماسك ابناؤه بآصرةالولاء الواحد ، و الثقافة المشتركة حيث يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر .

[ و المؤمنون و المؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ]كما ان الشعائر الواحدة تزيد ترابطهم كالصلاة التي يقيمونها فهي كما عمود مستطيل يرفع خيمتهم فهي ليست عبادة فقط ، بل وأيضا ظاهرة اجتماعية سياسية خصوصا حينما تقام جماعة أو في الأعياد و الجمعات .

[ و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة ]

و الزكاة بدورها فريضة الهية تقيم المجتمع ، و تحافظ على تماسكه ، و انتشار روح العدالة و المساواة ، والمجتمع المسلم ذو قيادة مشتركة و متجذرة في نفوسهم .

[ و يطيعون الله و رسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم ]أي ان رحمة الله تتنزل على المجتمع و الله قوي شاهد في أحداث المجتمع و يعامل الناس بحكمته فيعطي الناس حسب أفعالهم و جهودهم و نياتهم .

[ 72] و الله سبحانه و عد ابناء هذا التيار المؤمن حياة سعيدة في الاخرة كما منعهم ذلك في الدنيا .

[ وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن ]ليس لها خريف او شتاء أو زوال .

ولكن أكبر من ذلك رضا الله .


[ و رضوان من الله اكبر ]

وهذا الرضوان دليل توافق أعمالهم في الدنيا مع تعاليم الشريعة .

[ ذلك هو الفوز العظيم ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس