فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
طبقات المؤمنين :
( 100] السبق بذاته قد لا يكون قيمة أساسية في مقابل قيمة التقوى ، ولكنه بكشف عادة عن التقوى تلك القيمة الاسمى عند الرسالات السماوية ، و السابقون الاولون هم افضل من غيرهم لانهم بادروا الى قبول الرسالة بارادة صلبة تتحدى الصعاب ، ولا تستسلم لضغوط الطغاة ولا للاعلام الفاسد المضلل .
[ و السابقون الاولون من المهاجرين والانصار ]
لا فرق بينهم رغم بعض النعرات الاقليمية التي كانت تحاول زرع الخلافات بين اهل مكة المهاجرين و اهل المدينة الانصار . ليس على اساس السبق الى الهدى ، بل على اساس الميزات المزعومة في المجتمع المكي او المدني ، ولكن الاسلام رفض بقوة هذه النظرة الجاهلية و ربط بين الفرد و عمله لا بين الفرد و اقليمه .
[ والذين اتبعوهم باحسان ]
فلم يتبعوهم بنفاق او من اجل مصلحة خاصة بل لله سبحانه . ان هؤلاء هم الذين يكونون في صف السابقين الأولين .
وربما تدل كلمة الاحسان على حالة نفسية هي حالة العطاء و الانفاق لا حالة الاستسلام و القبول المطلق .
[ رضى الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدينفيها ابدا ذلك الفوز العظيم ]
الصف المقابل للمؤمنين :
[ 101] لكي نعرف مدى تحلق السابقين في سماء الانسانية و الخروج عن جاذبية الشهوات و الضغوط لابد ان نلقي نظرة الى الطرف الاخر من الصورة لترى المنافقين كيف هبطوا الى حضيض الميوعة .
[ وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق ]فليس لانهم من اهل المدينة او من اهل مكة يمكن التغاضي عن ذنوبهم .
[ لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم ]فعلم الله تعالى كاف لعذابهم ، فاذا اختفى المنافق عن انظار الناس وعن نظر القيادة فلا يغنيه ذلك شيئا لان الله سبحانه قد احصى اعماله و هو الذي سوف يجازيهم فيعذبهم مرتين . مرة قبل انكشافهم وذلك بالعذاب الروحي ، ومرة بعده بالعذاب المادي ، وكذلك سوف يعذبهم بعد الموت عذابا عظيما .
ضعاف الايمان :
[ 102] وهناك فئة وسيطة يعترفون بذنوبهم و بذلك فهم اقرب درجة الى الايمان حيث ان له مرحلتين : فهم الحقيقة و تطبيقها ، واذا عرف البشر الحقيقة فربما لا يعمل بها اليوم ولكنه يعمل بها حين يمتلك قوة و أرادة كافية وهؤلاء .
[ و اخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم ]الله يعاملهم مثلما هم يعاملون القيم ، ولكن رحمة الله اوسع من ذنوبهم .
|