فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
معنى الحروف القرآنية المقطعة :

[ 1] " الر " تلك هي المقاطع الحرفية التي نجدها في كثير من سور القرآن ، و الرأي الذي ذكرناه عدة مرات حولها هو : انها إشارة الى ذات الحروف ، وهي بالتالي تشبه كلمة " هذا " و الجملة التالية هي خبر لها ، وهناك تفسيرات اخرى لهذه المقاطع و الله أعلم . (1)

وهذه الاحرف هي آيات و علامات تشير الى مجموعة متكاملة و ثابتة من العلوم التي تنفع الانسان في حياته ، فهي آيات الكتاب الثابت و المثتمل على الحكمة .

[ الر تلك ايات الكتاب الحكيم ]

إن كتاب الله ثابت يكشف الحق ، فهو متين لا تجد فيه عوجا ولا أمتا ، كما لا تجد فيه تناقضا ولا اختلافا فهو محكم الأطراف .

[ 2] و مشكلة البشر مع القرآن مشكلة نفسية ، حيث أنهم لم يرتفعوا الى مستوى الكتاب ، بل تراهم يستغربون منه و يقولون : كيف يصبح رجل منا حاملا لرسالة الله العظيم التي تحمل الانذار و البشارة ؟!

[ أكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس ]ولكن بما ان الهدف من القرآن هو انذار الناس ، فلذلك كان من الحكمة ان يكون واحد منهم حاملا للرسالة فلماذا التعجب و الاستغراب ؟!


(1) سبق الحديث في سورة البقرة عن مثل هذه الحروف المقطعة / و كذلك في أوائل كثير من سور القرآن .


[ و بشر الذين ءامنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم ]

القدم الصادقة التي وضعت في مقامها الصحيح و بوعي ، ذلك لأن المؤمن يعرف أين يذهب ، وهو حين يسعى لتحقيق هدفه هذا وهو الوصول الى مرضاة الله يبلغه ، فقدمه عند الله قدم صادقة ، هذا هو محتوى الكتاب الحكيم ، ولكن .

[ قال الكافرون ان هذا لساحر مبين ]

تفسير الكافرين بالرسالة لها أنها سحر ، دليل على أنهم لم يستوعبوا واقعها بسبب مشكلة فيهم لا مشكلة مستوى الرسالة ، و الاهتداء الى ما فيها من خير و منافع ولو ان الانسان اجتاز حاجزه النفسي لوجد أن الرسالة حق لا ريب فيه ، ولكن ذلك الحاجز النفسي يجعله يفتش عن تفسيرات بعيدة لظاهرة الرسالة ، حتى أنه يفسرها بأنها سحر مبين ، و بتعبير آخر لا يفسرها بشيء اذ السحر هو كل ظاهرة غريبة لا تفسير لها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس