فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
هل ترجو لقاء الله ؟

[ 7] اللقاء مع الله خالق السموات و الارض ، الرحمن الرحيم ، هدف سام يرجى بلوغه لما فيه من مصالح هامة ، ولكن بعض الناس لا يرجون لقاء الله ، فهم غير مرتبطين بهدف اسمى في حياتهم ، لذلك تجدهم يهتمون بعاجل الدنيا ، يحسبون ما فيها من لذائذ و متع هي كل شيء.

[ ان الذين لا يرجون لقاءنا و رضوا بالحياة الدنيا ]بينما هم غافلون عما حولهم من الآيات بينات ، تدل على أن الانسان أرفع درجة من سائر الاحياء ، وأنه قادر على بلوغ مراتب عالية ، لذلك لا يعيشون قلق المؤمنين النفسي الذي يبعثهم الى النشاط من أجل بلوغ تلك المراتب ، بل تجدهم يطمئنون بالحياة الدنيا ، يرضونبما فيها من متع و لذات ، كالبهيمة السائبة همها علفها !!

[ و اطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون ]

و قليل من التفكر في آيات الله ، يبعث الفرد الى الايمان بأن الدنيا هذه الحلقة الفارغة التي لا تعني شيئا ، انها أتفه من أن تكون هدف البشر ، عمل وأكل و نوم ،ثم تكرار ذات الاسطوانة ، أعمل لتأكل ، و كل لتنام ، ونم لتعمل غدا .. وهكذا !!

[ 8] لأن هؤلاء الناس اطمأنوا بالدنيا ، فأن الدنيا سلمتهم الى النار ، لأن الذي يحسب الدنيا نهاية مطافه ، يجترح السيئات و يكتسب شرا ، و ذلك الشر يتحول في القيامة الى عذاب اليم .

[ أولئك ماواهم النار بما كانوا يكسبون ]

فاكتسابهم الشر هو الذي سبب لهم النار ، ولكن هذا الكسب كان بسبب سوءعقائدهم ..


النموذج المعاكس :

[ 9] وفي مقابل هذا الفريق نجد الذين آمنوا بالله و باليوم الاخر ، فاصبح ايمانهم هذا سببا لتطلعهم الأسمى نحو مرضاة الله ، فكانت حياتهم ذات مغزى و هدف ، فلم ياكلوا ليعملوا ، ثم ليأكلوا ثم ليعملوا وهكذا بل أكلوا للعمل و عملوا لله ، وليس للأكل المجرد ،وهكذا عملوا الصالحات ، فلم يعملوا لكي يصلوا الى الشهوات العاجلة ، بل فقط العمل الصالح ذا النهج السليم الذي لم يضر بهم .

[ ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات ]

ان انتــزاع واقع الهدفية من الحياة ، كما فعل الكفار يخرب المعادلة في فهم اهداف الكون ، و يحــدث الحلقــة المفقودة التي تجعل فهمنا لسائر القضايا فهما محدودا ، بل ناقصا ، بل متناقضا ، ما هذه الدنيا ولماذا خلق فيها الشقاء و العذاب ؟ ولماذا اعطي الجبابرة و الطغاة فرصــة الاعتداء على الناس وهل الموت تلك النهاية الباردة لحرارة الحياة ؟

وهذا ما يجعلنا نرى ظواهر الكون بعين واحدة ، ومن بعد واحد ، وحين يؤمنالانسان بالغيب و بالاخرة يجد تلك الحلقة المفقودة و يكتشف السر الخفي ، و بالتالي تكتمل عنده أجزاء المعادلة ، فيفهم كل شيء لذلك قال ربنا :

[ يهديهم ربهم بايمانهم ]

هذا في الدنيا .. أما في الاخرة فهم في جنات .

[ تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم ]


متعة المؤمنين :

[ 10] كل ما في الجنة بعد الموت يمكن ان نوجد منها صورة مصغرة في الدنيا قبل الموت ، بل هو انعكاس لما في الدنيا ، و المؤمنون في الاخرة يتمتعون بما يلي :

الف : انهم ينزهون الله عما يتصل بخلق الله ، وكلما وجدوا جمالا وقوة ونظاما نسبوه الى مصدره ، وهو جمال الله و قوته و حكمته ، وكلما وجدوا ضعفا عرفوا بأن رب الخلق منزه عنه ، ولذلك فيمكن ان يرفع بعض النقص عن خلقه مستقبلا ، لذلك فهم يتحركون في سلم التكامل ، لذلك تجد الكلمة المفضلة ، عندهم هي

" سبحان الله " و تلك دعواهم .

[ دعواهم فيها سبحانك اللهم ]

باء : ان علاقتهم ببعضهم علاقة سليمة .

[ و تحيتهم فيها سلام ]

جيم : و علاقتهم بالأشياء حسنة ،فهم ابدا راضون عما انعم الله عليهم .

[ و آخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس