فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الإمتحان الإلهي
هدى من الآيات

لكي يستفيق البشر من غفوتهم ، يذكرهم القرآن الحكيم بما ينتظرهم من العذاب بسبب أعمالهم ، الذي لو عجله الله لهم لما بقوا أحياء ، إذ أن الأعمال السيئة كثيرة و عظيمة العقاب ، ولكن البشر يطالب أبدا بالجزاء العاجل ، دون أن يعرف أن جزاء الخير خير و جزاءالشر شر ، بيد أن الله يؤخر جزاء الشر ، لامهالهم في طغيانهم .

فطرة الانسان تدعوه الى نسيان كل عاداته و أفكاره و ثقافته الباطلة ، و العودة الى فطرته النقية ، فاذا مس الانسان الضر ، دعا ربه في أية حالة كان ، نائما على جنبيه أو قاعدا أو قائما ، ولكن لما كشف الله عنه الضر مشى في حياته دون أن يتذكر أن هناك ضرا مسه، وذلك بسبب زينة الدنيا في نفسه ، خصوصا فيما أسرف فيه ، و تعود عليه .

و الله يستجيب للانسان الذي يدعو لدفع الضر عنه ، الى فترة محدودة ، فاذا انقضت مهلته أخذه كما أخذ القرون الماضية لما ظلموا ، وأتم الله حجته عليهمبارسال الرسل ، ولكن لم يستغلوا فرصة الايمان و كانوا مجرمين .

ثم جعل الله الاخرين مكانهم ، لا لأنه ملكهم ما في الأرض ، بل لمجرد امتحانهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس