فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
هل نحن أولياء الله ؟
[ 62] من هو الولي الحقيقي لله ؟
إنه المؤمن المتقي الذي لا يجعل بينه و بين ربه حاجبا من غفلة أو شهوة أو ضلالة ، ولان هذا الفرد قريب من مصدر الأمن و البشرى ، فلا خوف عليه من المستقبل ، ولا حزن على الماضي .
[ الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ][ 63] وكيف يمكن ان يبلغ البشر درجة ولاية الله ؟
بالايمان بالله و برسالاته ، و بالتالي بالحق الذي قد يخالف أهواءه ، ثم التقوى بتطبيق برامج الرسالة في حياته عمليا بالتزام صارم و تعهد مسؤول .
[ الذين ءامنوا وكانوا يتقون ]
ويبدو من الآية ضرورة استمرار الايمان و التقوى في حياة الفرد ، بدلالة صيغة الماضي المؤكدة بكلمة " كان " ذلك لأن اكثر الناس يؤمنون و يتقون ولكن قبل ان يتعرضوا لامتحانات عسيرة .
لمن البشرى ؟
[ 64] ولهؤلاء المؤمنين البشرى بحياة آمنة كريمة في الدنيا ، و أفضل منها في الاخرة .
[ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ]
و البشرى هي التطلع الى هذه الحياة الانية ، ذلك التطلع الذي يحققه الفرد بعمله و جهاده .
[ لا تبديل لكلمات الله ]
فالله قد اجرى في الكون سننا حكيمة ، وجعل منها اعطاء الحياة الآمنة السعيدة للمؤمن ، وانه لا يبدلها لأنه قوي عزيز ، والواقع ان الايمان بالله و برسالاته ، و التقوى بتطبيقها عمليا يعني تسخير أفضل ما في الكون من أجل سعادة البشر ، و الاجتناب عن كل شيء .
[ ذلك هو الفوز العظيم ]
لمن العزة ؟
[ 65] وبما ان عاقبة الأمر للتقوى ، فان الوصول الى هذه العاقبة يمر عبر صعوبات كبيرة ومنها الحرب الاعلامية التي تحاول بعث اليأس في قلوب المؤمنين عن طريق تسفيه آمالهم و طموحاتهم المستقبلية ، و توجيه نظرهم الى واقعهم الفاسد الذي يعيشونه ، والذي يتسم بتسلط الظالمين عليهم ، ولكن القرآن يؤكد مرة اخرى ان هذا الواقع سوف ينتهي و يأتي مكانه واقع أفضل ، حيث العزة و الكرامة .
[ ولا يحزنك قولهم ان العزة لله جميعا هو السميع العليم ]فربنا المهيمن على حياتنا لا يدع المؤمنين في هذه الحالة لا ستثنائية ، حتى يكرمهم بالنصر و الكرامة ، ولكن بعد ان يوفروا في انفسهم صفات اولياء الله التي جاءت في النصوص الاسلامية والتي تذكر بعضها فيما يلي :
1 - سئل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) عن قوله تعالى " الا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فقيل له : من هؤلاء الأولياء ؟ فقال أمير المؤمنين :
" قوم أخلصوا لله في عبادته ، ونظروا الى باطن الدنيا ، حين نظر الناس الى ظاهرها ، فعرفوا اجلها حين غرت الخلق - سواهم - بعاجلها ، فتركوا ما علموا انهسيتركهم ، و أماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم " (1)2 - وعــن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " وجدنا في كتاب علي بن الحسين (ع) " " الا أن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال :
" اذا أدوا فرائض الله ، و أخذوا بسنن رسول الله ، و تورعوا عن محارم الله ، و زهدوا في عاجل زهرة الدنيا ، و رغبوا فيما عند الله ، و اكتسبوا الطيب من رزق الله ، ولا يريدون هذا التفاخر و التكاثر ، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبه ، فأولئك الذينبارك الله لهم فيما اكتسبوا ، و يثابون على ما قدموا لآخرتهم " (2)(1) ، (2) تفسير الميزان / ص 98 / لجزء الحادي عشر .
|