فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


مسؤولية العلم و خطر الانحراف
هدى من الآيات

الآية الاولى تتناول التطهر و تثير هذا السؤال : لماذا هنا بالذات بين القرآن موضوع الطهارة الجسدية ؟ ألم يكن من الأولى أن تتحدث عنها ضمن آيات الصلاة مثلا ؟

الجواب بالاضافة الى طبيعة التفاعل بين الطهارة الجسدية ( موضوع الآية ) و الطهارة الروحية ( موضوع الآيات السابقة واللاحقة ) فإن هناك جانبا أساسيا آخر يبينه لحن الفاظ القرآن هو الجانب الاجتماعي من الطهارة ، حيث يتحمل الانسان مسؤولية النظافة رعاية لمشاعر الآخرين ، فحين يدخل المسجد ويتواجه مع المجتمع فيه عليه أن يكون نظيفا من السكر والجنابة ، فحتى لو لم يستطع التطهر بالماء ، فعليه أن يتطهر بالتراب ليرفع عن نفسه قذرات الجنابة أو الغائظ .

وبعد الحديث عن هذه المسؤولية يتناول القرآن مسؤولية العلم ، باعتباره أداةفعالة لبناء المجتمع إذا استخدم بأمانة ، أو هدمه لو خان صاحبه الامانة .

وعلم الدين هو أبرز مظاهر العلم ، وهؤلاء الذين يدعون علم الدين ( وهم في الواقع لا يعرفون منه الا قليلا ) و يخونون أمانة العلم في أعناقهم من أجل مصالح عاجلة و زهيدة ، هؤلاء يضلون الناس بدل أن يهدوهم ، و يحرفون كلام الله ، و ينافقون مع رسله ، و عاقبة هؤلاء لعنة في الدنيا و عذاب في الآخرة ، حيث تنحرف عنهم الجماهير في الدنيا ، ويحاسبهم الله في الآخرة حساب المشركين .

ومن صفة هؤلاء أنهم يزكون أنفسهم ، ويجعلونها فوق الجميع ، ويكذبون على الله ، و يفضلون قيادة الظلمة ( الطواغيت ) على قيادة الله ورسله .

ومن صفاتهم السيئة أنهم بخلاء ، ويستغلون مناصبهم في بلاد الطواغيت ، من أجل التسلط على الناس وتحديد حرياتهم ، وابتزازهم حسدا و بخلا .

هذه بعض الصفات التي يبتلى بها هؤلاء المثقفون الذين يخونون أمانة الكتاب ، فيحرفون فيه لقاء دراهم معدودة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس