فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الايات
الايمان الكامل :
[ 136] الايمان كل لا يتجزأ ، ومادام الانسان قد آمن ، وعرف الله و رسالاتــه ، فعليه ان يخلص في ايمانه ، ولا ينقصه تحت ضغط المصالح و الاهواء .
وأي نقــص في الايمان يناقض الايمان رأسا . اذ ان الايمان ليس العلم فقط ، بل هو مخالفة الهوى و اتباع للعقل .
فلو جزأ المرء إيمانه فأخذ منه ما يوافق اهواءه ، و رفض منه ما يخالف اهواءه ، فهل اتبع هذا الشخص عقله أم هواه ، وبالتالي هل آمن ؟!
[ يا أيها الذين ءامنوا ]
أي يا من انقطعت حجتهم بسبب اعترافهم بمبدأ الايمان ، ان عليكم متابعةالمسيرة لانه لا حجة لكم في التوقف .
[ ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله و الكتاب الذي انزل منقبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ]المواقف المتزلزلة تجاه القوة :
[ 137] و الايمان كما لا يتجزأ عضويا فهو لا يتجزأ زمنيا ، فليس من الايمان في شيء الارتباط بجهة الحق كلما كانت قوية ، ومخالفتها كلما كانت ضعيفة هل هذا ايمان بالحق أم ايمان بالقوة ؟
[ ان الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ]هؤلاء كانوا يغيرون مواقفهم حسب موازين القوى في المجتمع ، او حسب رياح مصالحهم الذاتية ، ولذلك فهم بمثابة الكفار الذين لا يغفر الله لهم ذنوبهم ، بل هم أشد سوءا من الكفار اذ انهم تلاعبوا بهدى الله ، و اتخذوه مادة المساومة لحياتهم الدنيا ، ولذلك فهم لاينظرون الى الايمان نظرة الباحث عن الحق ، فيستحيل أن يهتدوا به .
ان من ينظر الى المرآة ليشتريها أو ليعرف قطرها و وزنها لا يمكنه ان ينظر الى الاشياء عبرها لانه مشغول عن الصور المنعكسة داخل المرآة بفحص زجاجتها ، و إطارها واتقان صنعها ، كذلك الذي يتخذ من الرسالة وسيلة الارتزاق لا يمكنه ان ينظر اليها الا كما ينظر التاجر الى متجره ، و البقال الى محله ، فلا يسعى من أجل فهمها أو العمل بها ، لذلك فهو لا يهتدي - عمره - بالرسالة .
المنافقون و حقيقة الارتباط بالأجنبي :
[ 138] [ بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما ]
[ 139] من هم المنافقون المعنيون هنا - بالذات - ؟ انهم الطبقة الاجتماعية المزدوجة الولاء ، او التي تعيش في مجتمع الايمان وتحمل ولاء لمجتمع الكفر بهدف الحصول على قوة و منعة و عزة .
فمثلا في المجتمع الاسلامي اليوم نجد طوائف مبتلون بمركب النقص ، و يحرصون على الحصول على القوة و العزة ، و يتقاعسون عن العمل الجاد الذي يعطيهم القوة و العزة ، حسب قيم المجتمع الاسلامي .
فيفتشــون عن الاجنبي ليرتبطوا به يفتشون عن منظمات عالمية يمينية ( صهيونية - ماسونية - قومية - اقليمية و .. و .. ) أو يسارية ( شيوعية -اشتراكية ) و يهدفون من وراء ولائهم لتلك المنظمات الحصول على قوة يركنون اليها .
وربما يسودون في يوم من الايام بسببها على اخوتهم وابناء أوطانهم حتى ولو جر ذلك الى بيع استقلال بلدهم ، وتذليل شعبهم ، وتحطيم قيمهم .
ان هؤلاء هم المنافقون .
[ الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ايبتغون عندهم العزة ]كلا ، لا يمكنهم الحصول على القوة بالركون الى الاجنبي ، اذ ان الاجنبي إذا جاء فسوف يستعبد أول ما يستعبد هذه الفئة المرتبطة به والخادمة له !
انه لا يعطي هذه الفئة الدعم لسواد عينها بل لتحقيق مكاسب خاصة ، قد تتناقض مع مكاسب هذه الفئة ، وقد يبيع الاجنبي في مائدة المفاوضات الفئة المرتبطة به ، و يساوم عليها .
فأين تكمن عزة هؤلاء ، أنها تكمن في اللجوء الى الصف الايماني و تقوية شوكة الشعب كله حتى يكون الجميع اسيادا بين الامم .
[ فان العزة لله جميعا ]
لله و لمن ينفذ برامجه من المؤمنين .
لئلا نصير عملاء :
[ 140] لكي لا يستميل الاجنبي الكافر بعض ضعاف النفوس من أبناء الامة . منع الاسلام الاستماع الى دعايات الكفار المضللة التي يستهدفون من ورائها التأثير على البسطاء ، ومن ثم استدراجهم للعمالة ، و بيع القيم .
[ وقد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم ]الكفر هو الانكار المغلف بما يزعم صاحبه انه استدلال عقلي .
اما الاستهزاء فهو محاولة مفضوحة للتأثير على البسطاء عن طريق تهوين القيم الرسالية في أعينهم ، ويجب مقاطعة مجالس الكفر و الاستهزاء لحين تغيير طابعها العدائي ، وتبديل موضوع الحديث .
[ حتى يخوضوا في حديث غيره ]
وحين يجلس الانسان في محفل يستمع فيه الى انكار الرسالة ، و الاستخفاف بها ، ثم لا يرد ولا يتأثر ، فأنه محسوب من أصحاب هذا المحفل الفاجر .
[ انكم اذا مثلهم ]
اي انكم منافقون اذ ذاك كما هم كافرون ، و جزاؤكم آنئذ هو جزاء مشترك وهي النار .
[ ان الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعا ][ 141] ان المنافقين يوالون الكفار ، و يحضرون مجالس كفرهم و استهزائهم في حالة السلم ، .. اما في حالة الحرب فهم يجلسون فوق التل يراقبون سير المعركة لانهم جبناء ، والجبان لا ينفع اي طرف يتعاون معه ، وينتظرون بالتالي نهاية المعركة بقلب بارد ، فاذا انتصر المسلمون جاءوا وطالبوا بالغنائم باعتبارهم اعضاء في المجتمع الاسلامي ، واذا انتصر الكفار مؤقتا تسللوا اليهم وطالبوهم بأجور خدماتهم التي اسدوها لهم ( هكذا يزعمون لهم ، بيد انهم لم يفعلوا شيئا هاما لهم )[ الذين يتربصون بكم ]
أي ينتظرون نهايتكم .
[ فإن كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ]أي حفظناكم من ان يصيبكم سوء من قبل المؤمنين .
وليعلم هؤلاء : ان عاقبة نفاقهم حساب شديد يوم القيامة ، اما في الدنيا فلان الرسالة تنتصر ابدا على اعدائها ، فان المنافقين سوف يفقدون الدعم الخارجي لهم و يسقطون داخل المجتمع الاسلامي .
[ فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ]
|