فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
اشد الناس عداوة واقربهم مودة :

[ 82] [ لتجدن اشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود و الذين أشركوا ]اما اليهود فلانهم تركوا الحق جانبا ، و تمحوروا حول ذواتهم ، فألهوا عنصر بني إسرائيل واعتبروه عنصرا مقدسا يدور معه الحق انى دار ، وليس العكس ، ولذلك فهم لا يقيمون أنفسهم بمقياس الحق ، بل يقيمون الافكار بمقياس ذواتهم . لذلك فهم لا يمكن إلا ان يعادواالذين امنوا بالحق .

وأما المشركون ، فهم بدورهم تركوا الحق ، و اتبعوا الهوى فعبدوا الثروة ، و السلطة ، وكل ما يرمز الى الثروة أو السلطة .

هؤلاء ايضا انحرفوا عن الحق ، عن سابق تصميم و باصرار ، فهم ايضا يعادون المؤمنين .

[ و لتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بان منهمقسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ]

هؤلاء كانوا يفتشون عن الحق ولكنهم لا يجدونه .. لذلك تجدهم لا يستكبرون على الحق اذا سمعوه و توفرت لديهم فرصة الهداية .

[ 83] [ واذا سمعوا ما أنزل الى الرسول ، ترى اعينهم تفيض من الدمع ، مما عرفوا من الحق ]ان تأثير الحق في النفوس الطيبة شديد بحيث يحرك كل المشاعر الخيرة فيها . فتلتهب النفس إيمانا و شوقا ، و أملا ، و خشية ، و تتفجر العيون دموعا و بريقا ، و روعة و جمالا ، اما الالسن فهي الاخرى لا تستطيع ان تخفي المشاعر الجياشة .

[ يقولون ربنا ءامنا فأكتبنا مع الشاهدين ]

انهم يخشون ان يفوتهم قطار المؤمنين لذلك يسارعون الى الايمان ، و يدعون الله بان يحسبهم من المؤمنين .

[ 84] و السبب الذي يدعوهم الى الأيمان انهم كانوا يبحثون سلفا عن الحق والصلاح ، وان هدفهم في الحياة لم يكن تأليه ذواتهم ، و البحث عن العلــو فــي الارض ، و الفساد ، ( كما كان اليهود ) كما لم يكن هدفهم الوصول الى شهواتهم العاجلة بالثروة و السلطة ، إٍنما كان هدفهم اصلاح انفسهم و ارضاء ربهم ، فنياتهم كانت طيبة و قلوبهم نظيفة .

[ وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق و نطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ]انهم يهدفون الصلاح و يعرفون ان الوسيلة الى ذلك هو الايمان بالله و بالحق لذلك فهم يسارعون الى الوسيلة التي تحقق هدفهم .


[ 85] و وفى الله بما وعدهم فجزاهم بايمانهم الذي عبروا عنه بالقول الصادق جنات يخلدون فيها .

[ فأثابهم الله بما قلوا جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها ، وذلك جزاء المحسنين ][ 86] اما اولئك اليهود ، و المشركون فأنهم كفروا بسبب عبادة ذواتهم ، و اتباع شهواتهم ثم كذبوا بالحق نتيجة لكفرهم ، لذلك كان جزاؤهم جهنم .

[ والذين كفروا و كذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم ]

فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس