فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


القرآن في السنه


لقد تحدثنا في الدرس الذي مضى عن و صف القرآن لنفسه في آيات الذكر الحكيم . وها نحن نتحدث لكم عن وصف الحديث للقرآن . ولا ريب ان الحديث يعتبر شرحا و افيا او مقتضبا لايات الذكر الحكيم .

جاء في حديث مأثور عن عكرمة ، ان ابن عباس كان يقول : " ان لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء : كتابه وهو نوره و حكمته ، و بيته الذي جعله للناس قبلة لا يقبل الله من احد وجها الى غيره ، و عترة نبيكم " .

و جاء في حديث مسند و مروي عن النبي ، قال رسول الله (ص) : " كأني قد دعيت فأجبت ، و أني تارك فيكم الثقلين احدهما اكبر من الاخر كتاب الله تبارك و تعالى حبل ممدود من السماء الى الارض ، و عترتي اهل بيتي ، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما " .

في حديث مسند اخر عن النبي (ص) قال رسول الله : " يا أيها الناس انكم في زمان هدنة وانتم على ظهر سفر و السير بكم سريع فقد رأيتم الليل والنهار والشمس و القمر يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد ، و يأتيان بكل موعود ، فاعدوا الجهاز لبعد المجاز " .


فقام المقداد ، فقال : يا رسول الله ما دار الهدنة فقال " دار بلاء و انقطاع " ، ثم اضاف النبي (ص) قائلا : " فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وما حل مصدق " .

" الماحل الذي يخبر السلطان عن رعيته سعاية ( وشاية ) فاذا اخبر القرآن ربنا المتعال عن عمل سيء قام به أحد العباد فان الرب سبحانه يصدقه " .

ثم اضاف النبي (ص) : " من جعله امامه قاده الى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه الى النار . وهو الدليل يدل على خير سبيل ، و هو كتاب تفصيل وبيان تحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، له ظهر و بطن ، فظاهره حكمة و باطنه علم ، ظاهره انيق ، و باطنه عميق ، له تخوم على تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ، و لا تبلى غرائبه . فيه مصباح الهدى و منازل الحكمة و دليل على المعروف لمن عرفه " .

و يأتي رجل الى الامام الصادق (ع) و يسال : ما بال القرآن لا يزداد على النشر و الدرس الا غضاضة ؟ فيجيبه الامام ابو عبد الله (ع) قائلا : " لان الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا للناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض الىيوم القيامة " .

قال الرســول (ص) : " فضــل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، وقال : " القرآن غنى لا غنى دونه " وقال : " القرآن مؤدبة الله فتعلموا مؤدبته ما استطعتم " .

وقال الرسول (ًص) : " ان اردتم عيش السعداء و موت الشهداء و النجاة يوم الحسرة ، و الظل يوم الحرور ، و الهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن فانه كلام الرحمن و حرز من الشيطان و رجحان في الميزان " .

و وصف الامام علي (ع) القرآن مرة فقال : " عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين ، و النور المبين ، و الشفاء الناقع ، و الرأي النافع ، و العصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تخلقه كثرة الرد ، و ولوج السمع ، من قالبه صدق ومن عمل به سبق " .

و قال أمير المؤمنين (ع) : " كتاب الله تبصرون به ، و تسمعون به ، و ينطق بعضه ببعض ، و يشهد بعضه على بعض " .

و الحارث الاعور من اصحاب الامام علي (ع) يقول : دخلت عليه فقلت : يا أمير المؤمنيــن إنا اذا كنا عندك سمعنا الذي نسر به ، واذا خرجنا من عندك سمعنا اشياء مختلفة ، مغموسة ، لا ندري ما هي فقال : او قد فعلوها ، قلت : نعم ، قال " سمعت رسول الله يقول :
أتاني جبرئيل فقال : يا محمد سيكون في أمتك فتنة . قلت : فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، و خبرها بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره اضله الله ، وهــو حــبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، لا تزيغه الاهواء ، ولا تلبسه الالسنة ، ولا يخلق عن الرد ، ولا تنقضي عجائبه " .

هكذا تصف الاحاديث الشريفة المروية عن الرسول (ًص) ، وعن الائمة الهداة تصف القرآن الحكيم .

نرجوا من الله ان يوفقنا لاستيعاب هذه النصوص الكريمة و التفاعل مع القرآن انه ولي التوفيق وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس