و كلمة اخيرة ان تعبير القرآن في هذه الايات يوحي الينا بإن الله هو مصدر كل نعمة ظاهرة و باطنة ، وهو كذلك مصدر الوحي . وعلينا ان نقبل بهما معا ( النعم والوحي ) ولا يمكن ان نقبل بواحدة دون اخرى .
[ 62] كيف اعتدى هؤلاء على بعضهم ؟ و عصوا ربهم في ظلم بعضهم ، وبالتالي في الكفر بالله و قتل انبياء الله ؟ انهم حتى الامس القريب كانوا امة صالحة ؟
الجواب :
ان الاعتداء يبدأ فرديا و ينشأ من نوازع ذاتية شيطانية ( كاعتداء قابيل على هابيل ) ولكن مع تطور الظروف ، يتحول الاعتداء الى حالة اجتماعية ، وذلك عن طريق تقولب الاعتداء في ايديولوجية عنصرية مقيتة ، توحي الى كل طائفة انها هي شعب الله المختار ، وان اللهاعطاها صلاحية استعباد الاخرين .
وقد انتشرت هذه الايدلوجية الفاسدة ، في بني اسرائيل ( كما يحدثنا القرآن الكريم في اكثر من مناسبة ) و اتخذت دعما لها من القشرية الدينية ، بالاعتماد على بعض النصوص المجملة وتفسيرها بما يتناسب مع العنصرية .
و جاء القرآن لينسف اسس العنصرية ، و بالتالي : اسس الاعتداء المنظم على الاخرين فقال :
[ ان الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن بالله و اليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ]ان الله يريد الايمان و العمل الصالح ولا شيء وراءه ، اذا دعنا نتنافس على هاتين القيمتين دون غيرهما . و يوم القيامة سيحكم الله بحكمه العادل .
|