بينات من الايات [ 87] كما انزل الله الكتاب على موسى انزله على سائر النبيين من بعده ، وعلى عيسى بن مريم ، فلماذا تجمد بنو اسرائيل على موسى عليه السلام ، هل لانه كان من بني اسرائيل فعيسى (ع) كان ايضا منهم . ام انه وحده انزل عليه الكتاب .. او لم ينزل ايضا على عيسى ؟
العلة ليست هذه او تلك انما هي : ان العنصرية تؤدي بصاحبها الى الانغلاق الفكري ، ومن ثم الى الرجعية و الجمود . ان بني اسرائيل اخذوا يقدسون آباءهم ، و يقدسون افكار اولئك و عاداتهم ، انطلاقا من عنصريتهم الضيقة . فلم يستطيعوا ان يطوروا انفسهم وفق رسالةعيسى الجديدة ، لذلك انكروها .. يقول الله سبحانه :
[ ولقد اتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و آتينا عيسى ابن مريم البينات ]التي دلت على رسالته بالقطع و اليقين ، و قطعت الطرق على كل مرتاب في رسالته .
[ و ايدناه بروح القدس ]
الذي ايد به سابقا النبي موسى عليه السلام . ولكنكم ، يا بني اسرائيل ، لم تؤمنوا بعيسى لما جاءكم .
[ افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ]و تعاليتم عليه ، لانكم في رأيكم الشعب المختار لله ، و الله قد من عليكم بقيم و افكار و عادات لا يوجد مثيل لها في العالم ، وبالتالي ليس في الرسالة الجديدة اي شيء جديد يمكن ان يضاف الى رسالتكم .. انكم تعديتم الحد في تعاملكم مع رسل الله .
[ ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ]
وسواء كذبتم او قتلتم فان الخاسر الوحيد هو انتم .
|