بينات من الآيات [ 111] هل ينخدع ربنا بالالفاظ ؟ وهل كل من قال انا مسلم ، او انا يهودي ، او نصراني يتقبله فورا و يدخله الجنة ؟ كلا انه يريد العمل الصالح .
ولكن لماذا يتصور بعض الناس ان الاسلام وحده كاف لربط احد الناس بالله ؟
الجواب : لان هؤلاء يتخذون الدين مجموعة اماني و احلام ، و يفسرون كلماته و احكامه بحيث تتمشى مع احلامهم الجميلة ، و امانيهم الطيبة ، انهم اتخذوا الدين مادة تخديرية تنسيهم لوقت ما مشاكلهم المعقدة ، و تؤملهم في حياة افضل ، تأتيهم بلا عمل ، بلا تضحيةوبلا عطاء .. اما الواقع فان هذا الدين موجود فقط في اذهانهم . اما عند الله فان الدين يتمثل في غير ذلك .. بل فيما يتناقض معه كليا لنستمع الى الله :
[ و قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم ]التي يخدعون انفسهم بها ، وليس هذا دينا من عند الله اذ فور ما تتعرض هذه الاماني الطفولية لوهج العقل تذوب .
[ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ]
[ 112] هل تريدون ان تعرفوا الدين الصادق ؟
[ بلى من اسلم وجهه لله ]
فلم يعبد في قلبه ولا في عمله غير الله ، هذا الشرط الاول ، و الشرط الثاني ان يعمل عملا صالحا .
[ وهو محسن ]
هذا الانسان قد تمسك بالدين الصحيح .
[ فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ]
اما من تمسك بالاماني فعله ان يخاف من المستقبل وسوف يحزن على ايامه التي قضاها في الدنيا عاطلا عن العمل معتمدا على هذه الاماني الباطلة .
[ 113] ومثل هؤلاء مثل اليهود و النصارى الذين اتخذوا الدين اماني ، و طبقوه على احلامهم ، و كرسوا به تناقضاتهم التي ركبوها على دينهم الباطل .
[ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ]بينميا تجد ان كلا منهما يقرأ نفس الكتاب و يطبق ذات التعاليم .
[ وهم يتلون الكتاب ]
فلابد ان يوحدهم هذا الكتاب ، وهل من كتاب لله يفرق بين الناس ام انهم حرفوا معاني الكتاب و فسروه حسب اهوائهم ؟ وهذا يعني انهم لم يستفيدوا من كتابهم شيئا حيث ان الذين لا كتاب لهم ايضا يختلفون بعضهم على بعض .
[ كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ][ 114] لان هؤلاء يختلفون مع بعضهم في الدين فانهم يمنعون رفاقهم من دخول معابد اعدائهم ، و يشنون حربا دعائية ضدها ، ولكن السؤال الموجه لهم : انتم تخالفون بعضكم في قضــايا مادية ، فلماذا تمدون هذا الخلاف الى الدين والى عبادة الله ؟!
[ ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ]وبهذه الطريقة يشيعون حول المساجد جوا من الخوف و الريبة اذ يتهم كل فريق معبد الفريق الآخر مما يجعلون المساجد موضع التهم و الخلاف ولذلك :
[ اولئك ما كـان لهــم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ]الخزي في الدنيا لطغيانهم على بعضهم ، و العذاب في الاخرة لتغييرهم الدين ، و تحريفهم مبادىء الوحدة و التضحية فيه .
|