فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


تضخيم الاختلافات
[ 115] الخلافات القائمة بين الاديان ليست كبيرة ، وانما ضخمها اصحاب المصالح المادية من اجل الاكتساب منها . مثلا اختلاف القبلة . فالله هو الاله في السماء و الارض وفي المشرق و المغرب .

[ و لله المشرق و المغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ]واسع ، تشمل قدرته كل الجهات ، وعليم بمن يعبده انى اتجه شرقا او غربا . المهم عند الله هو التسليم ، و مخالفة الشهوات العاجلة من اجله ، وليست الجهة التي يعبد الناس ربهم اليها . كل هذه من القضايا غير الاساسية التي يضخمها اصحاب الاختلافات ابتغاء الوصولالى مكاسب مادية من وراء الاختلاف .

[ 116] ومن السلبيات التي وقع فيها بنو اسرائيل ، وعلينا تجنبها : هو الشرك بالله .

[ و قالوا اتخذ الله ولدا ]

انطلاقا من تفكيرهم الضيق حيث لم يستطيعوا ان يفرقوا بين النبوة و البنوة ، و زعموا ان سمو درجة النبي و قيامه ببعض المعاجز يجعله ابنا لله .

[ سبحانه بل له ما في السموات و الارض ]

وليس هناك شيء اقرب الى الله من شيء في الخلق .

[ كل له قانتون ]

فليس هناك شيء او شخص يمكن ان يتعالى على الله باعتباره ولدا له بل كل شيء خاضع له لانه خلقه و يرزقه واليه مصير كل شيء .

[ 117] و الله حين خلق الاشياء لم يخلقها بشكل تنفصل منه الاشياء كما ينفصل المولود عن والدته بل وهب لها الخلق و ابدعها ابداعا ، فهو .

[ بديع السموات و الارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ]فهو اذا لم يتخذ ولدا لابعد ان خلق الاشياء ولا حين خلقها .

[ 118] وقال الكفار اذا لم يكن عيسى ابنا لله ، واذا لم يكن موسى و عزير و هارون ابناء الله ، فلماذا خصهم الله سبحانه بالنبوة دوننا ؟

[ وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ]اي ان كل الكفار على امتداد التاريخ اعتمدوا على هذه الحجة في تصورهم - شركاء لله - حيث شاهدوا بعض الاشياء اقوى من بعضها أو بعض الاشخاص اهم من غيرهم فقالوا : لو لم تكن هذه الاشياء انصاف الهة ، ولو لم يكن هؤلاء الهة فلماذا فضلوا على غيرهم ؟

[ تشابهت قلوبهم ]

و منطلقات تفكيرهم و الواقع ان المسيحية او اليهودية لم تتأثر فقط بالثقافة الاغريقية التي كانت تتصور ان للكون اربابا من دون الله ، بل وتأثرت ايضا بذات المنطلقات الفكرية التي كانت موجودة عند هؤلاء . اولئك لم يفهموا حكمة التفاضل في المخلوقات فزعموا انالحجر الكريم لم يفضل على الحجر العادي الا لانه يجسد جانبا من الالوهية ، وكذلك السلاطين لم يؤتوا الملك والقوة الا لان فيهم عرقا من الله ( سبحانه ) .

وهؤلاء ايضا لم يفهموا حكمة التفاضل وقالوا لو لم يكن عيسى الها فلماذا فضل علينا ، وكلمة الله او اتاه البينات ولم يكلمنا او يؤتينا البينات يقول الله :

[ قد بينا الايات لقوم يوقنون ]

اي ان هنالك ادلة واسعة تنفي هذا التفكير ، ولكنها تحتاج الى عقول متفتحة و مثقفة و رفيعة المستوى .

[ 119] وكما ارسل الله الانبياء من قبل . دون ان يكونوا اولاد الله . ارسلك الله يا محمد (ص) .

[ انا ارسلناك بالحق بشيرا و نذيرا ]

ولكنك لست مسؤولا بعد اداء البلاغ عنهم .

[ ولا تسأل عن اصحاب الجحيم ]

فدورك اذا دور محدود ليس فيه ذرة من الالوهية ابدا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس