فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


مصدر الالهام
[ 120] وعليك يا محمد ان تستوحي افكارك و تفاصيلها من مصدر واحد هو الله ، ولا تخلطها بثقافات الديانات الاولى التي فسدت ودخلها الشرك والضلال ، ولا تفكر في ان اولئك سيرضون عنك لو اتبعتهم في شيء من افكارهم ، كلا .

[ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ]بالكامل وهذا يؤدي الى الغاء دورك .

[ ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ]انهم لا يملكون الا اهواء ، وانت تملك العلم ومن يترك العلم الى الهوى فسوف يخسر المستقبل ، ولا ينصره الله .

[ 121] اليهود و النصارى حرفوا دينهم و فسروا نصوص كتابهم المقدس تفسيرا باطلا ولكن .

[ الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ]ايمانا صادقا لانهم يتلون الكتاب ليفهموا ما فيه ثم يطبقوه ، ولا يتلونه لكي يركبوا عليه افكارهم الباطلة . اما الذين يتلون الكتاب ليجدوا فيه اية تؤيدهم فيأخذونها و يجلعونها شعارا يبررون بها تصرفاتهم الباطلة ، و يتركون سائر الايات ، فهم في الواقع يكفرون بالكتاب كفرا تاما .

[ ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون ]

لانهم سوف لا يستفيدون من هدى الكتاب ، ولا من تعاليمه الحياتية الصائبة .

[ 122] بنو اسرائيل كانوا يتلون الكتاب حق تلاوته ، ففضلهم الله على العالمين ، ثم تركوا ذلك ، فانتهى بهم المطاف الى الذل و المسكنة .

الان عليهم ان يتذكروا واقعهم السابق ، و يعودوا الى اسباب تقدمهم .

[ يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ]من الكتاب و الرسول الذين بهما تقدمتم .

[ و اني فضلتكم على العالمين ]

بهذين العاملين الاساسيين للتقدم ، الكتاب و الرسول .

[ 123] [ و اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون ]ولو ان بني اسرائيل تذكروا نعمة الله - وهي الرسالة - و اتقوا يوم الجزاء ، لاخذوا بجذور الدين واصوله الثلاث " التوحيد - الرسالة - الميعاد " .

هذه رؤية عامة يذكرها القرآن الحكيم في اخر حديثه عن بني اسرائيل ليبين ان جوهر الدين و جوهر تقدم الامم يتلخص في الايمان بالله و برسالاته و بيوم القيامة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس