فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


التوحيد جوهر الوحدة
[ 138] انهم يدعون الى العنصرية او العصبية الجاهلية ، و يوحدون انفسهم تحت هذا اللواء او ذاك .. و يصبغون تحركاتهم و افكارهم و مجتمعهم بلون اليهودية او النصرانية وقد يتخذون لانفسهم اصناما رموزا لوحدتهم ولنوع من الثقافة او المصلحة اوالارض التي ينتمون اليها .

ولكننا نؤمن بصيغة واحدة ونرفض كل الالوان الاخرى ، نرفض كل الرموز كل الاصنام كل شيء يميزنا عن بعضنا و يهدد وحدتنا .. نحن نؤمن بصبغة الله صبغة التوحيد وكفى .. لاندع لحواجز اللغة او المصلحة او الاقليم او اللون او العنصر .. او ..او .. ان تفرقنا عن بعضنا تطلي كل جماعة منا بلون مختلف كلا .. نحن نطلي انفسنا بصبغة واحدة وهي ..

[ صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون ]لا نعبد هذه الالوان المختلفة التي فرقت الناس وجعلت منهم مجموعات متحاربة - يهود - نصارى - عرب - والى آخره ..

[ 139] وحين نقول صبغة الله لا يستطيع احد ان ينكر علينا ذلك اذ ننتمي آنئذ الى الله فاطر السموات و الارض ..

[ قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ]

لا نقول لكم تعالوا اتبعونا .. بل ندعوكم و انفسنا الى الله .. الواحد ، دون تمييز بين عنصرنا و عنصركم ..

[ ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون ]

كما ندعوكم انتم ان تكونوا مخلصين له .. اذا الدعوة هذه ليست كالدعوات السابقة مشوبة بالشرك او الضلالة .. او العنصرية او الاقليمية او غيرها .. انها دعوة خالصة لله رب كل الناس .

[ 140] وهذه الدعوة هي بالذات دعوة الانبياء .. اذ مستحيل ان تكون رسالة السماء موجهة لناس دون ناس .. لان الله رب كل الناس .. خلقهم جميعا .. من ذكر و انثى ، ولم يتخذ بعضهم ابناء له فكيف يفرق بينهم بل ان ما نجده في رسالات السماء من العنصرية و المصلحيةوغيرها .. انما هي من اضافة الناس انفسهم اضافوها الى الدين كذبا وظلما .. وقالوا : ان الانبياء هم الذين جاؤوا به من قبل الله ..

[ ام تقولون ان ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب و الاسباط كانوا هودا او نصارى قل ءانتم اعلم ام الله ]الله يقول انهم لم يكونوا سوى انبياء لله .. وانتم تدعون انهم كانوا هكذا .. بل حتى هم يعرفون ان العنصرية والاقليمية وغيرها هي اضافات ذاتية افتروا على الله بها بعد علم بكذبها ، و حرفوا تعاليم الدين التي تنافيها ..

[ ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ]انهم حملوا رسالة الله .. و استؤمنوا عليها ولكنهم خانوا الامانة .. و غدا سوف يمثلون للمحاكمة امام الله العزيز الحكيم ..


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس