فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
لذلك يذكرهم الله برسالته و يقول :

[ 151] [ كما ارسلنا فيكم رسولا منكم ]

وليس من بني اسرائيل حيث كانوا يترقبون ان تنزل الرسالة فيهم ، ويقوم هذا الرسول بعدة امور هي اهداف كل رسالة :

[ يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ]هذه الرسالة هي التي فجرت طاقاتكم ، و وحدت كلمتكم ، وكانت نواة حضارتكم .

ان كل امة بحاجة الى رسالة ، وكلما كانت هذه الرسالة اقرب الى الحقيقة كانت الامة اقوى و اجدر بالنهوض ، و رسالة الامة الاسلامية فيها تلاوة آيات الله التي تعني تنبيه الانسان الى الله ، و تعميق روح الايمان فيه كقاعدة ثابتة لبناء كيان الامة التوحيدي .


و بعد التوحيد عن طريق توجيه الانسان الى آيات الله ، تأتي مرحلة التربية الرسالية ( و يزكيكم ) لتصفية النفس من سلبياتها ، من الفردية ، من الجهل ، من العجلة ، من الجبن ، من ضعف الارادة .. و ضعف الهمة و.. و.

ان الامة التي لا تستطيع ان تتغلب على سلبياتها الخلقية ، لا تستطيع ان تنتفع بالشرائع و النظــم ، وان تفوق الامة في الارادة ، و التزامها الواعي شرط اساسي لتطبيق اي نظام او قانون .

وفي المرحلة الثالثة تحتاج الامة الى نوعين من الانظمة . نوع ثابت يسميه القرآن بكتاب ، و نوع يتطور وفق الزمان يسميه بالحكمة حسب ما يبدو لي .

هذه هي الشروط الثابتة لبناء اية امة ، وقد استوفت الرسالة الالهية كل هذه الشروط و زيادة ، حيث فتحت امام الامة آفاقا جديدة من العلم .

( و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) وعلينا ان نتذكر هذه الرسالة باستمرار ، و نتذكر حاجتنا اليها و فائدتها لنا .

[ 152] ولذلك علينا ان نشكر الله على نعمة الرسالة حتى ينفعنا الله بها ، و نشكر الله عليها ليزيدنا نورا فيها ، ولا نكفر بهذه النعمة التي من الله بها علينا ، فالنعمة التي تكفــر تزول .


[ فاذكروني اذكركم و اشكروا لي ولا تكفرون ]

اي لا تكفروا بي و بنعمتي .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس