فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


عبدة الآباء
[ 170] و كمثل لذلك اتباع الاباء المنحرفين .

[ واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله ]

وفيه رفاه للجميع ، و تحرر للطاقات ، و استفادة من نعم الحياة .

[ قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا ]

اي ما تعودنا عليه من حياة ابائنا .

[ اولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ]

[ 171] ومثل هؤلاء مثل الببغاء حيث يرددون ما يقوله الاخرون دون ان يفهموا منه شيئا ، انهم فقدوا قدرتهم على التفكير و الاستقلال الثقافي .

[ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ]

اي يصيح مقلدا لصياح الاخرين .

[ بما لا يسمع ]

اي بصياح لا يفهمه هو .

[ الا دعاء و نداء ]

مبهما وغير معروف لديه ، وهؤلاء في الواقع

[ صم بكم عمي ]

لان الفائدة مــن الاذن ، و اللــسان ، و العين هي المعرفة و العقل ، وحيث لا عقل فلا احساس ..

[ فهم لا يعقلون ]

ان هذا مثل واحد لهؤلاء الناس الذين لا يتمتعون بالاستقلال ، ولا يتحررون من عبادة الانداد من دون الله ، و بالتالي لا يستغلون موهبة العقل عندهم .

[ 172] ومثل اخر يضربه القرآن من واقع اتباع رجال الدين المحرفين لكلام الله ، وهم صورة اخرى للتخلف الاجتماعي حيث يبررون الانظمة الفاسدة ، وقبل ان يضرب القرآن هذا المثل يعود ليأمرنا بالانتفاع من نعم الله .

[ يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ]

وربما توجه الخطاب للمؤمنين هذه المرة ، بينما كان الخطاب عاما في الآية السابقة ، ربما كان ذلك ليدحض القرآن فكرة ان الدين تخلف و رجعية ومنع للطيبات ، كما كان يــوهــم تصرف رجال الدين المحرفين ، و ليثبت العكس وان الدين يأمر بالتقدم ، و التطور ، والطيبات .

[ و اشكروا لله ]

على هذه النعم ، وذلك بأن تكرموا هذه النعم ، و تقدروها ، و تحترموها .

[ ان كنتم اياه تعبدون ]

[ 173] ولا تقولوا لكل نعمة من انعم الله هذا حرام بدون علم .

[ انما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير وما أهل به لغير الله ]ما ذبح على الاصنام تقربا لها ومع ان هذه امور محرمة الا انها سوف تحلل في ظروف معينة .

[ فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم ]ان من يصــيبه ضــرر كبير بامتناعه عن اكل هذه المحرمات لا اثم عليه ، بشرط : ان يبقى ملتزما نفسيا بحرمتها ، فلا يحب اكلها ( ولا يبغيها ) ، و بشرط : الا يتجاوز اكله لها حدود الاضطرار ، فيأكل بقدر ما يدفع عن نفسه الضرر الكبير فقط .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس