هدى من الآيات في هذا الدرس يبين لنا القرآن اهمية التقوى في مقاومة النفاق ويبين بعدا هاما من ابعاد التقوى الاجتماعية ، وهي ( الوحدة ) و تنازل الطرف المخالف للحق عن نزاعه في مصلحة صاحب الحق .
يبدأ الحديث : بدعوة الى السلم داخل المجموعة الاسلامية كهدف سام يجب على ابناء الامــة تحقيــقه و المحافظة عليه ، و تجعل الاية الناس كلهم مسؤولين عن الوحدة .
ومن ثم يحذرهم القرآن من الاختلاف بعد البينة ، ويضرب لهم من قصة بني اسرائيل مثلا لكيفية الاختلاف بعد البينات الكثيرة ، بعدان يقول ان عليهم ان يكتفوا بهذه النصوص في رفع الخلافات بينهم ، ولا ينتظروا ان يأتيهم الله في مظاهر عظمته حتى يحكم بينهم في خلافاتهم .
بعدئذ يبين السبب الجذري لكل الخلافات وهو حب الدنيا ، الذي يدفع الانسان الى البغي على الاخرين وفي اخر الايات يحذر القرآن من الغطاء الفكري الذي يلبسه الانسان حول حب الدنيا ، وبذلك يبرره بقيمة مزيفة . كما فعل الكفار عندما جاءتهم البينات .
وبهذه الاية يمهد القرآن للحديث عن الموضوع التالي وهو : ان الخلاف المشروع الوحيد هو الخلاف المبدئي بين اهل الدنيا المتمثل في الكفار واهل الحق .
ان التقوى هي الضمانة الاكيدة لمقاومة حالة النفاق . حيث يعيش الانسان في داخله شخصا وفي الخارج يتظاهر شخصا اخرا ، فيعمل بالحسنات لاجل الرياء فقط ، كل ذلك لانه لا يتمتع بروح التقوى الداخلية .
|