الفتنة اشد من القتل [ 217] هل يجوز القتال في الاشهر الحرم ام لا ؟
كلا ولكن ليس هذا هو السؤال الاساسي عند القرآن ، ان السؤال هو : ما هو الهدف من القتال لأنه المقياس في الدين ؟
[ يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و اخراج اهله منه اكبر عند الله و الفتنة اكبر من القتل ]ما هي الفتنة هنا ؟
انها مصادرة حرية الانسان و مصادرة حقوقه و اكراهه على الكفر ، هذه هي الفتنة في هذه الآية ، و القتل و القتال يستهدف تطهير الارض من عناصر الفتنة ، و بالرغم من ان القتل عملية شاذة اساسا ، لكن الاسلام يلجأ اليها لدفع ما هو اكبر ضررا منه وهو الفتنة .
من هنا فالقتال من اجل الحرية والحقوق قتال مشروع ، لانه قتال من اجل المبادىء الرسالية التي تريد تصفية عناصر الفساد ، اولئك الذين لا يمكن مهادنتهم لانهم لا يقفون عند حد معين من فسادهم .
[ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ]فهم يحاربون المبادىء الرسالية و يحاربون المعتقدين بها ، وعلينا ان نقاتلهم دفاعا عن مبادئنا ، وان لا نخضع لاهوائهم التي تشتهي ان تسرق منا قيمنا .
[ ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت اعمالهم في الدنيا و الاخرة و اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ]لان قيمة الانسان انما هي برسالته التي يلتزم بها ويدافع عنها حتى الموت ، فاذا تنازل الانسان عن رسالته فقد تنازل عن قيمته رأسا ، انه اذا يذل اذلالا ، ويحرم من حقوقه ، و يتعرض لامتصاص جهوده و اعماله و مكاسبه ، فيكد من الصباح حتى المساء من اجل ان يستريح اسياده و مستعبدوه على الكراسي و يترفوا على حسابه ، اما في الاخرة فان الله يسوقه الى النار ، وحتى عباداته البسيطة ( الصلاة ، الصيام .. الخ ) سوف تحبط هي الاخرى ، لانه لم يحافظ على حريته ، ولانه اطاع الطاغوت في اهم اجزاء حياته ، وجعل طاعة الله محدودةببعض الجزئيات . انه سوف يقضي حياته في النار .
[ 218] هذا عن اولئك الذين يستسلمون لضغوط الطاغوت ، و يتنازلون عن دينهم و حريتهم و جهودهم للعدو ، اما الذين يهاجرون في البدء ليشكلوا قوة فلا .
[ ان الذين آمنوا و الذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله و الله غفور رحيم ]ان هؤلاء يحدوهم الامل بالانتصار على العدو في الدنيا ، و الجنة في الاخرة ، و هذا الامل سوف يتحقق بفضل الله لهم .
|