التقوى و حقوق المرأة [ 221] وكما التقوى في حق اليتامى ، فكذلك في حقوق المرأة ، الحلقة الضعيفة الثانية في المجتمع ، التي يجب المحافظة على حقوقها بالكامل . و القرآن الحكيم ربط بين حقوق اليتامى والنساء في اكثر من مناسبة ، و بهذه المناسبة يبين القرآن مجموعة التزامات تجب على المسلم في الجنس ، ابتداءا من اختيار الزوجة ، و مرورا بالعملية الجنسية ، و الخلافات العائلية ، و الطلاق ، و الرضاع . وهي تنظم كذلك علاقات المجتمع الاسلامي ، ولكن يبدو ان الهدف من ذكرها هنا ، هو التركيز على مظاهر الالتزام بحقوق الناس داخل المجتمع الاسلامي وبتعبير آخر : التقوى في حقوق الناس .
[ ولا تنكحــوا المشــركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ]تلك المشركة بجمالها و روعتها ، او بمالها و شهرتها .
[ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم ]المشرك ، والسبب : ان اهم هدف من الزواج هو تكوين عائلة و اسرة تساهم في بناء المجتمع وتربية الجيل الصاعد منه . وعلينا ان نختار الزوجة و الزوج وفق هذا الهدف و بمقياس الكفاءة الايمانية ، لانها سوف تحقق هذا الهدف افضل من غيرها . و المرأة المشركة ، لا تستطيع ان تكون عضوة صالحة في مجتمع الاسرة . و كذلك الرجل المشرك ، فيضيع الطرف الثاني وتضيع الاسرة .
[ اولئك يدعون الى النار و الله يدعو الى الجنة و المغفرة بإذنه و يبين آياته للناس لعلهم يتذكرون ]اذ معرفة فلسفة الحكم لا تحتاج الى اكثر من تذكر ، بما سوف يجره الزواج الى الاسرة التي تتكون من مشرك و مسلم من ويلات ، و نزاعات و ثغرات داخل المجتمع الاسلامي .
ومن الشباب اليوم من يختار زوجته من الغرب او الشرق لمجرد انها تعجبه ، فاذا به يتعرض لعدة مشاكل بعد عودته الى بلاده . اذ فارق القيم و التقاليد و التربية و عموم الدين ، تجعل زواجه جحيما . وكثيرا ما ينتهي بالطلاق .
وهم في الاغلب يبررون هذا الزواج ، بادعاء ان الزوجة آمنت . ولكن اي ايمان ، هذا الذي يدفع اليه الزواج فقط ، وليس معه اية ممارسة ايمانية ، ولا حتى قناعة واقعية ، بل مجرد ترديد الشهادتين كالفاظ فارغة .
|