التقوى و الحقوق الاجتماعية و تجربة التقوى في الحقوق الاجتماعية الاخرى تبرز بوضوح في حقوق اليتامى . اذ انهم اضعف حلقة في المجتمع ، اذ لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم تجاه نهم الطامعين في اموالهم ، لذلك نجد القرآن يضرب من واقعهم مثالا لحرمة الحقوق في اكثر من مناسبة . وهنا يقول:
[ و يسألونك عن اليتامى ]
هل يبقون وحدهم ، ام يخالطوهم ، و بالتالي هل تفرز اموالهم و يقوم الولي باصلاحها و استثمارها ، ام تبقى مع اموال الولي يصلحها معها .
[ قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم ]
وليس يضركم لو نقص شيء منكم او منهم في الشراكة . لان الحرام هو تعمد الاعتداء على اموال الآخرين ، اما لو خلصت النية وكان المشرف عليها محسنا ، في تصرفاته تجاه اليتيم ، فان الله لا يحاسبه على خطئه . " ما على المحسنين من سبيل " وجاء في بعض النصوص : انه حين نزلت آية " و لا تقربوا مال اليتيم " تحرج الناس في التعامل مع اليتيم مما جعل الايتام يتعرضون لحرج شديد ، فنزلت هذه لكي لا ينفصل الايتام عن المجتمع .
[ و الله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم ]اذا اعتديتم على حقوق اليتامى ، فانه قادر على ان يسلب بعض نعمه عنكم حتى تعانوا مثلما جعلتم اليتامى يعانون من الحرمان . و ربما تدل الاية على ان الله خفف عليكم الحكم بعد الشدة ولم يأمركم بادارة اليتامى ، مع فرز اموالهم عن اموالكم .
[ ان الله عزيز حكيم ]
فهو قادر على استرداد الحقوق بعزته ، ويفعل ذلك بحكمته .
|