بينات من الآيات [ 219] الخمر وكل مسكر ، و الميسر وكل مقامرة ، يلهيان الانسان عن واقعه ، و يدفعان بالمجتمع الى زاوية الصراع و التشرذم . واذا اراد الله بناء امة قوية متماسكة ، وجب ان نسد كل ابواب الاختلاف و الترهل ، وكل النوافذ التي قد تهب منها رياح الانقسام ، و ليس من الصحيح ان يفكر المرء بانه يشرب كأسا من الخمر او يلعب شوطا من القمار . فما يضر ذلك ؟ كلا .
اولا : لان الخمر تدمن و تسحبك الى الازدياد منها وكذلك القمار .
و ثانيا : لان الاسلام حين يمنع الزنا يمنع التبرج ، لانه باب يؤدي الى الزنا شئنا ام ابينا ، وكذلك حين يمنع الخمر و الميسر يمنع حتى الجلوس في محافلهما ، حتى يسد كل الابواب مرة واحدة .
[ يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس ]متمثلة في ملء الفراغ ، و قضاء الوقت ، و الانتعاش الموقت .
[ و اثمهما اكبر من نفعهما ]
حيث انهما يسببان توزع المجتمع وانقسامه و الهائه عن واجباته النضالية .
ان الهدف الاكبر من وراء حرمة الخمر والميسر هو المحافظة على وحدة الامة و منع الحساسيات عنها ( كما يظهر من آية اخرى في القرآن ) ، وبهذه المناسبة تحدث القرآن عن العفو باعتباره الوسيلة الثانية لذات الهدف ، فلو افترضنا ان الحساسية نمت بين ابناء المجتمع، فعلينا تصفيتها بالعفو ، و قد ورد في بعض الروايات ان المقصود بالعفو هنا التوسط في الانفاق !
[ و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ]
وحين تقع الحساسية بين ابناء المجتمع ، تلهيهم عن مشاكلهم الرئيسية وعن جدية مواجهتها ، لذلك ذكرنا القرآن هنا بأهمية التفكر ، ليس في امور الاخرة فقط بل في شؤون الدنيا ايضا وقال :
[ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ]
[ 220] [ في الدنيا و الآخرة ]
|