فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و قوموا لله قانتين
[ حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين ]

يبدو ان الصلاة الوسطى هي الظهر ، حين يتوغل المرء في شؤون الدنيا ، فالمحافظة على الصلاة فيه ، يعطي المسلم مناعة من التأثر بسلبيات الدنيا .

[ 239] و المحافظة على الصلوات لا تختص بأيام السلم بل حتى في الحرب يجب الاهتمام بها اذ انها تعطينا روحا جديدة تساعدنا على القتال وعلى الانتصار .

[ فان خفتم فرجالا او ركبانا ]

فــي حالة المــشي اذا كنــتم مشاة الجيش ، او في حالة الركوب ، وفي هذه الحالة عليكم اداء الصلاة بأي شكل ممكن ، ولكن بعدها يجب الاهتمام بشرائط الصلاة بالكامل .

[ فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ]اذكروا الله و تذكروا نعمة الهداية الى الدين الجديد . حيث انقذكم من الضلالة ان تذكركم له ضمان للمحافظة عليه . و التمسك الشديد به .

[ 240] بعد ان امرنا القرآن بالمحافظة على الصلاة في كل حال و خصوصا في حال اشتداد الخوف ، لكي يزودنا بالتقوى في مسيرة الحياة الصعبة ، بعد ذاك عاد ليبين لنا بعضا من احكام الزواج المستحبة ، وابرزها اثنان : ان يوصي الزوج ببقاء زوجته في بيــته بعد وفاتهالى عام ، دون ان يجبرها الورثة على الخروج منه . و ثانيا : ان يحافظ المرء على علاقته الانسانية بزوجته المطلقة ، فيتعهدها بالاحسان بالرغم من انتهاء علاقتهما الزوجية . فقال عن الموضوع الاول :

[ والذين يتوفون منكم و يذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج ]اي يوصي بان تبقى الزوجة تتمتع بالنفقة و بالسكنى الى عام . واذا وصى الزوج ذلك ، فانه لا يعني ان يفرض على الزوجة البقاء في البيت ، بل ان يكون لها الحق في ذلك فقط .

[ فان خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في انفسهن من معروف ]فهي حرة . بعد انقضاء عدة الوفاة فيما تفعل لنفسها تستطيع ان تتزوج ، او ان تعمل او تسافر او ما أشبه .

[ و الله عزيز حكيم ]

يهيمن على اعمال عباده ، بعزته ، و يقدر لهم الجزاء المناسب بحكمته ، وهذه الزوجة المتوفي عنها زوجها ، لا تستطيع ان تخرج من عزة الله و حكمته ان خرجت من بيت زوجها لتفعل المنكر ، ولذلك ليس من الصحيح حجزها في البيت ، لان الله يكفيها .. فهو العزيز الحكيم.

[ 241] و عن موضوع استمرار العلاقة الانسانية مع المطلقات بالرغم من انتهاء الروابط الزوجية يقول ربنا :

[ و للمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين ]

هذا فيما اذا انتهت فترة العدة . اما خلالها فانها كالزوجة ما يجب عليها الانفاق بالكامل .

[ 242] و بانتهاء بيان القرآن لحدود العلاقة الزوجية التي يجب الالتزام بها ، و تقوى الله فيها . بذلك ينتهي فصل من فصول التربية الاسلامية للشخصية المسلمة وبيان لمكوناتها الرئيسية . وفي الختام يذكرنا القرآن بان التقوى بدورها نتيجة لنمو العقل في المسلم، اذ ان آيات الله في القرآن تستشير العقل ، و تحرك طاقة التفكر في الانسان المسلم ، فيتوجه المرء الى ربه ، و يتقيه ، وبالتالي يلتزم بحدود الشريعة في كافة جوانب حياته ، لذلك قال الله :

[ كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس