بينات من الآيات
آثار الربا [ 275] التجارة تزيد العقل ، لانها تحمل بين طياتها مخاطر الخسارة ، فيفكر صاحب التجارة بكل اسلوب ينجح تجارته و يجنبها الخسارة ، و بالتفكر المستمر ينمو العقل اما لو اطمأن الانسان الى مصدر ثابت من الربح يأتيه بلا تعب فلماذا يفكر ؟!
انه يعطل عقله لانه لا يحتاج اليه شيئا فشيئا يضمر العقل حتى ينتهي ، و الربا هو ذلك المصدر الثابت الذي ينتظره كل الكسالى حيث يأملون ان تكون لديهم ثروة معينة يقرضونها للفقراء مقابل جزء من جهدهم ، سواء خسر اولئك الكادحون ام ربحوا ، و بذلك فان اخطر اضرار الربا هو تشجيعه على تكوين طبقة من المترفين و المعتوهين في المجتمع .
[ الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ]لا يجهــدون انفســهم انما يقومون و يتحركون لمجرد اللهو حيث يخالطهم خبل من الشيطان .
ان هذا الخبل نتيجة طبيعية لاختيارهم السيء منذ البداية ، حيث انهم اختاروا الربا ، و خلطــوا بينــه وبين البيع ، فخالطهم الخبل واصبحوا معتوهين طبيعيا ، لخلطهم .
الباطل بين البيع و الربا .
[ ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا ]
و زعموا انه كما يجوز التعامل بالبيع و الاكتساب به ، كذلك يجوز الاكتساب بالربا ، فالبيع عندهم هو الربا بالضبط ، ولكن بصورة اخرى : انت في البيع تعطي سلعة وتأخذ ثمنا ، وهنا تعطي قرضا و تأخذ ايجاره . كلا ..
[ و احل الله البيع وحرم الربا ]
بالطبع ليس عبثا انما الهدف محدد هو : منافع البيع و اضرار الربا .
[ فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف و امره الى الله ]له ما سلف من رأس امواله ، وهو مرجو لامر الله ان يشأ يعذبه او يتوب عليه .
[ ومن عاد فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ]
[ 276] و الربا يســبب تكويــن طبقة من المترهلين و العاطلين عن العمل المنتج ، فيؤخر اقتصاد المجتمع ، وهو في ذات الوقت يمتص جهود الفقراء ، ولا يشجعهم على العمل الجاد ، بينما الانفاق في سبيل الله ، و اعطاء الفقراء صدقات لرفع عوزهم ، و تهيئة رأٍس مال لهم ، سوف يسبب في تدوير الثروة ، و تحريك عجلة الاقتصاد و تشجيع العاطلين على العمــل من هنا تقــع الصدقات ، في مواجهة الربا تماما .
[ يمحق الله الربا و يربي الصدقات ]
و الصدقات دليل على ايمان المنفقين وشكرهم لنعمه الثروة ، بينما الربا دليل كفر المرابين الحقيقي ! بالله ، بالرغم من تظاهرهم بالايمان كما انه عمل اجرامي و اثيم .
[ و الله لا يحب كل كفار اثيم ]
و ربما جاءت كلمة الكفار بصيغة المبالغة للدلالة على ان المرابي يكفر مرتين ، مرة حين لا يدفع للفقراء الصدقة ، و مرة حين يمتص جهود الفقراء بالربا .
|