فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الربا و الفساد الاقتصادي
هدى من الآيات

من الناس من ينفق في سبيل الله على الضعفاء ، و منهم من يعكس تماما فيستغل الضعفاء ، و يبني كيانه الاقتصادي على انقاض ثرواتهم المحدودة ، هؤلاء هم المرابون الذين يتحدث عنهم القرآن هنا ، لانهم الوجه المتناقض مع المنفقين الذين تحدث عنهم الدرس السابق .


و الآية الاولى تحدثت عن النتائج المرة للخلط بين البيع و الربا ، و بينت الاية الثانية الفرق بين المنفق في سبيل الله و المرابي ، فالاول يضاعف له الله و الثاني يمحقه .

و بعد ان وجه القرآن الانظار الى الصلاة والزكاة باعتبارهما وسيلتي خلاص للمؤمن من ضغط الشهوات ومنها شهوة الاثراء السريع بالربا ، بعدئذ وجه نداءا آخرا للمؤمنين بترك الربا والاكتفاء فقط برأس المال ، ولم يكتف القرآن بذلك . بل امر في الآية التالية بأن يعطي مهلة كافية لمن لا يستطيع تسديد ديونه ، اما الآية الاخيرة فقد ذكرتنا بالتقوى ، تلك الصفة النفسية التي يكون تجنب الربا واحدا من مظاهرها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس