فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الاطار العام


تفكر حين لم تكن شيئا مذكورا ثم خلقك الله الحكيم المقتدر من نطفة أمشاج . تفكر في هدف ذلك هل هو سوى الابتلاء ؟

هكذا تفتتح سورة الانسان التي تزرع في النفس خشية الآخرة ، و تجعلها معراجا للشخصية الى التكامل و السمو حتى تبلغ درجة الأبرار ، الذين تصبغ شخصيتهم الفذة صفة الوفاء بالنذر ، و الخوف من يوم القيامة ، و الايثار ، و الترفع عن شهوة المدح و حب التسلط علىالآخرين .

و تمضي آيات السورة المباركة التي نزلت في شان أهل الرسول - عليهم الصلاة و السلام - تمضي في بيان نعيم الجنة التي تختمها بوصفها بالملك الكبير ، و بان ربهم الرحمن يسقيهم شرابا طهورا .

و لكي لا يعيش الانسان في أحلام التمني و التظني يذكره السياق بأن ثمن الجنة الصبر لحكم الله ، و الاستقامة ضد ضغوط الآثمين و الكفار ، و ذكر الله بالليلو النهار .

و يبين ان الضالين و الظالمين انتهوا الى هذه العاقبة السوأى بسبب تركهم ذكر يوم القيامة ذلك اليوم الثقيل . و في خاتمة السورة يذكرنا الرب بأن الانسان حر في اتخاذ سبيل الله بتلك المشيئة التي منحه الله إياها ، و ان مشيئته بالله العظيم الحكيم في عطائه وجزائه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس