فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الاطار العام


يبدو ان سورة النازعات تنزع من نفس المهتدين بها طغيانها ، و لكن كيف ؟

اولا : بتلاحق كلمات القسم الصاعقة ، و بما هو مجهول عندنا ، من ملائكة لموت او حالة الموت او خيل الغزاة .

ثانيا : تنذر بيوم الراجفة و يوم الرادفة حيث تكون القلوب واجفة ، أبصارها خاشعة . من هم اولئك ؟ انهم الذين يقولون في الدنيا : انا لمردودون الى الحياة كما نحن الان حتى ولو كنا عظاما نخرة ؟ ! فيقول لهم القرآن : بلى و بزجرة واحدة تخرجكم الارض الى ظهرهاالمستوي ، لا يرون فيها أمتا و لا عوجا .

ثالثا : تقص علينا حديث موسى و فرعون ، و كيف ان فرعون طغى و لم يستمع الى انذار رسول الله اليه فأخذه الله نكال الآخرة و الدنيا .

رابعا : ترينا آيات الله في السماوات و الارض ، و حكمته البالغة التي تتجلى فينظام الخلقة . كيف مسك السماء و سواها كيف أغطش ليلها و اخرج ضحاها ، و كيف دحى الارض و اخرج منها ماءها و مرعاها ، و كيف أرسى جنباتها . كل ذلك لحياة الانسان و البهائم التي تساعد الانسان .

خامسا : بعد ذلك يذكرنا بالطامة الكبرى حيث يتذكر الانسان ما سعى ، و يبين ان حكمة الخلق تتجلى في الجزاء النهائي ، عندما يلقى في الجحيم من طغى ، بينما تكون الجنة مأوى الخائفين مقام ربهم .

و في خاتمة السورة يذكرنا السياق بتبرير يتشبث به الجاحدون عبثا حيث يتساءلون عن الساعة : أيان مرساها ؟ و لكن اين انت و الساعة ؟ ان علمها عند الله واليه منتهاها . انما انت منذر . دعنا نخشاها ، ففي ذلك اليوم تعم الحسرة كل ابعاد وجودنا لاننا نحتسب عمرنافي الدنيا عشية أو ضحاها .

و هكذا تحقق آيات السورة هدفها لمن يشاء ، وهو معالجة طغيان النفس و غرورها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس