الطريق الى معرفة الله
هدى من الآيات كيف يختـــار لنا الشيطان طريق الضلالة والافك والانحراف عن مسيرة التوحيد ، والله هو الذي خلق الحب والنوى ، وهو الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء ، وهو الذي يخرج الاصباح من رحم الظلام ، و يجعل الليل مأوى للأحياء حيث يسكنون الى ظلامه وهدوئه ، و سواء الصبـــاح أو الليل ، فهما يجريان وفق نظام دقيق يدل على علم المدبر لهما و قدرته .
و مواضع النجوم ، و حركتها المنظمة مدبرتين بحكمة بالغة ، لا يكشفها الا أهل العلم و المعرفة ، ولا يعرفون مدى ما فيهما من حكمة ، فيتساءلون : اذا كنا نهتدي بالنجـوم على الطرق في الليالي المظلمة ، فكيف لا نهتدي الى الله بآياته الباهرة ؟
و إذا أمعن البشر النظر في طريقة تناسل الانسان ، وكيف انشأ الله كل البشر من نفس واحدة ، فمنهم من يستمر في البقاء ، ومنهم من يموت ، و ما لهذا يموت و ذلك يحيى ؟! واذا ما أوتينا الفقه عرفنا ما وراء الموت و الحياة من حكم بالغة تدلعلى حكمة ربنا وقدرته .
و الله هو الذي أنزل المطر ، فاذا به يتحول بقدرة الله الى شتى أنواع النباتات ، من حقول خضراء الى جنان النخيل و الاعناب و الزيتون و الرمان بعضها متشابه و بعضها مختلف ، و حين ينظر المرء الى ساعة اثمارها ، و لحظة ينعها ينبهر بها ، و عموما فان البشر بحاجة الى فطرة سليمة ، وغير معقدة ضد الايمان حتى يهتدي بهذه الحقائق الى الرب الكريم .
ومن الملاحظ ان القرآن الحكيم قد قسم الآيات على انواع : بعضها للعالمين ، و بعضها للفقاء ، و البعض للمؤمنين ، للدلالة على تدرج المراحل ، الكمالية ففي البداية علينا ألا نكون في إفك وضلالة ، و تكون القلوب نظيفة من العقد و العقائد الباطلة ، ثم نحصل علىالعلم ، ثم نتعمق في العلم ، حتى نحصل على غور العلم ، و عمقه وهو الفقه ، و أخيرا ننظر الى الحياة نظرة بسيطة ، نابعة من الفطرة النقية ، حتى نصبح مؤمنين بأذن الله .
هذا الدرس يأتي حلقة من مسلسل الدروس الايمانية المباشرة ، بينما كانت الدروس السابقة تمهد لمثل هذا الدرس .
|