فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و هكذا نصر الله عباده بالغيب
هدى من الآيات

و هذا مشهد آخر من مشاهد الصراع بين الرسالة و الرجعية الجاهلية ، حيث أن الله أراد أن يهدي آل فرعون عن طريق كسر غرورهم ، و تذليل نفوسهم المستكبرة بالمصائب و المشكلات ، و لكنهم استكبروا و كانوا يزعمون أن الخير والرفاه هو الأصل في حياتهم و هو منهم ، وأما الشر والمصائب فهي من نحس موسى ( حاشاه ) و لم يكونوا يشعرون بأن كل خير أو شر إنما هو من عند الله ينزله بسبب أعمال العباد .

و حين لم تنفع هذه الوسيلة في هدايتهم ، بل صرحوا بأن الآيات هذه ( سواء العصى و اليد البيضاء أو المصائب و المشكلات كالجدب و نقص الثمرات ) لا تجديهم نفعا ، و أنهم لن يؤمنوا بالرسالة مهما كان ، آنئذ أخذهم بالعذاب .

و لقد أرسل الله عليهم الطوفان ، و انتشر فيهم الجراد و القمل و الضفادع و الدم بأمر منه سبحانه و كانت هذه الآيات مفصلة و واضحة ، لكنهم استكبروا عنها وكانوا قوما مجرمين ، فاذا كانوا فاسدين فكريا و عمليا .


إنهم كانوا يتوسلون بموسى كلما يقع عليهم الرجز ، و يصيبهم العذاب ، و يتعهدون له بالايمان لو كشف الله عنهم الرجز ، و لكنهم كانوا ينكثون كلما كشف الله عنهم العذاب لأجل محدد .

و كانت تلك المصاعب و المصائب تستهدف هدايتهم ، و لكن حيث كفروا و استكبروا حان وقت الانتقام و العذاب ، فأغرقهم الله في البحر بسبب تكذيبــم و غفلتهــم عن آيات الله ، و عواقب التكذيب بها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس