فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


كيف ندعو الله بأسمائه الحسنى
هدى من الآيات

لقد خلق الله الانسان في احسن تقويم ، و زوده بكل وسائل الهدى ، و لكن حيث ترك الانتفاع بها اصبح حقيرا الى درجة لا ينفع الا لجهنم ، و كأنه قد خلق لها و من أجلها ، لقد زود الله البشر بالقلب و جعل التفقه به من مسؤولية البشر ، و زوده بالعين و لكن التبصربها من واجبه ، و كذلك الأذن جعلها من اجل السماع الاستماع لايمكن الا بارادة البشر و بقراره .

ان الانسان الذي لا يقرر الانتفاع بوسائل الفقه و المعرفة التي عنده يشبه الانعام ، بل اضل منها منهجا و طريقا ، لان الانعام لا تملك قدرة و البشر يملكها و لا ينتفع بها ، و هؤلاء غافلون عن قدراتهم العاملة ، و عن المستوى الذي بامكانهم بلوغه .

و لله سبحانه الاسماء الحسنى ، و كل اسم من أسمائه يشير الى قوة فاعلة في الحياة ، أو سنة جارية فيها ، فأذا عرفنا الله بآياته عرفنا تلك الاسماء ، و من خلالها استطعنا أن نكيف انفسنا مع الحق ، و دعاء الله باسمائه الحسنى يكرس روحالحقيقة في البشر ، أما من يغير اسماء الله فعلينا ان نتركهم للجزاء العادل .

و هناك من يحكم بالحق و يجعله مقياسا لتقييم الحياة ، أما الذين يكذبون بآيات الله فانهم سوف يتدرجون الى النار من حيث لا يعلمون ، و ان الله يملي لهم ويمهلهم الى حين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس