عسى أن يكون قد اقترب الأجل
هدى من الآيات زود الله البشر بأدوات التفكر ليكتشف الحقيقة بنفسه ، و اذا لم يفعل فـــان ضلالته مؤكدة ، و عن طريق التفكير يبلغ البشر الى طبيعة الأشياء و الظواهر ، فظاهرة الرسالة لو تفكر المرء فيها عرف انها حق ، و ان الرسول ليس به جنون ، بل ان ما يرى في هذه الظاهرة من مظاهر الانتفاضة و التغيير فانما هو شهادة على واقع جديد سيأتي وراءه ، و الرسالة انذار واضح بوقوع ذلك الواقع .
و كذلك لو تفكر المرء في ملكوت السماوات و الأرض و ما فيهما من عظمة و فخامة ، و لو تفكر في خلق اي شيء مخلوق و ما فيه من متانة و لطف و دقة و اتقان ، آنئذ يعرف أن هذا النظام المتكامل يعتمد على هيمنة قوة أعلى منه ، و أن هذا النظام يهدف أولا : إمتحان البشر ، و ثانيا : أن المدبر له لو شاء ترك النظام يتهاوى و هذه اللحظة محتملة في أي وقت . و إذا تفكر البشر في الرسالة ، ثم تفكر في الخليقة لآمن بها ، و اذا تولى جحودا فلا شيء آخر يمكن أن يؤمن به بعقله ، كيف و الهدى من اللهو قد تولى عنه ؟ و من يضلله الله يمنع هداه عنه ، فان طغيانه و استكباره سيجعله قابعا في ضلالته الى الابد .
و هم يسألون الرسول عن الساعة : متى ترسو عليها سفينة الكون ؟
تلك الساعة الثقيل وقعها في السماوات والأرض ، إنها لا تأتي إلا مفاجئة و علمها عند الله ، و أكثر الناس لا يعلمون .
|