فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الاطار العام


في نفس ابن آدم كبر دفين ، يستثيره شعوره بالغنى ، و يذهب به إحساسه بالحاجة ، و إذا لـم ينتبه الانسان الى هذا الداء العضال فان نعم الله عليه لا تزيده إلا طغيانا ، و الطغيان مطية الهلاك .

و أما اذا تذكر الانسان ، و عرف انه بذاته جاهل فقير مسكين مستكين ، وأن الله هو الذي علم بالقلم ، و انه حينما يقرأ فان الله هو الأكرم ، أهل الحمد و الكبرياء و ليس هذا المتعلم الذي يطغى بعلمه و عرف ان الثروة نعمة من الله لا بد من حمد الله عليها و شكره لا الطغيان بها ، و مواجهة الحق بها ، و كذلك الجاه و العشيرة .

لو عرف ذلك اطمـأنت نفسه ، بل استطاع ان يعالج بإذن الله كبر ذاته عبر نعم ربه ، فكلما زادت النعم ازداد شكرا لله و تواضعا لعباد الله ، و أداء لحقوق الله .

هكذا يبدو محور سورة العلق : معالجة طغيان الانسان عندما يحظى بنعمة العلم او المال و الجاه . معالجته بالمزيد من التعبد ، و هكذا تختم السورة بالأمر بالسجود الذي هو معراج الانسان الى ربه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس