بينات من الآيات
له الاسماء الحسنى
هدى من الايات هكذا بصرتنا الآيات السابقة بالصفات الرفيعة التي يتحلى بها المؤمنون الصادقون ، و التي هي ركيزة فلاحهم ، كما حدثتنا عن العلاقة السيئة بين المنافقين و بين حلفائهم من اعداء الامة ، و في ختام الفصل فضحت دورهم في تضليل الناس ، و انهم كالشيطان الغوي ، الذي يقود اتباعه الى النار ثم يتبرا منهم .
و حيث ان اشراك ابليس منصوبة لكل انسان و حتى المؤمنين فلا بد من التحصن عنه بالتقوى ، كما ان المنافقين الذين يمثلون دور الشيطان في الامة الاسلامية سيعملون على تجريد المؤمنين من صفة الايثار ، و تفريقهم ، ثم جر بعضهم الى حزبهم ، لذلك يدعو الوحي في هذاالدرس الى تقوى الله ، و التفكير في مستقبل الاخرة ، و الاحساس بهيمنة الله عبر ذكره الدائم مما يحفظ الانسان عن الانحراف ، و يحصنه ضد الشيطان .
و تشير الآيات باختصار الى الفرق الكبير بين اهل الجنة و اصحاب النار ، ثم يثني السياق على عظمة القرآن و فاعليته في التأثير باعتباره النهج الذي يربط المخلوق بربه و يذكره به ، فهو لو انزل على جبل لخضع و تصدع من خشية ربه ، و لك ان تعلم كم ينبغي ان يكون قلبالانسان قاسيا اذا لم يتأثر بآياته الحكيمة . و لكن هذا الكنز الالهي العظيم لا يكتشفه الانسان الا اذا استثار عقله للتفكر في آياته ، و التدبر في امثاله و قصصه .
و يكتسب القرآن عظمته الكبرى من كونه كلام الخالق ، و التجلي الاعظم له الى خلقه ، و هذه الحقيقة هي التي تكشف لنا العلاقة بين الكلام عن عظمة القرآن في الآية ( 21 ) و الحديث عن صفات الله في الآيات ( 22 / 24 ) ، فان عظمة القرآن من عظمة خالقه المتجلية فياسمائه و صفاته . و لن تتحقق خشية الله لاحد الا اذا سمى الى افاق المعرفة به سبحانه ، و ذلك بالتعرف على اسمائه الحسنى التي تتجلى في كتابه و في خلقه ، و لذلك يختتم الله سورة الحشر بذكر مجموعة منها لكي يتعرف الينا و نعرفه كما يريد .
|