الاطار العام
ما هي صبغة التحرك الرسالي و استراتيجيته ؟ نستلهم من سورة الصف خمسة بصائر هي تحدد لنا ذلك :
اولا : ان الحركة الرسالية ربانية الصبغة كما قال ربنا سبحانه " صبغة الله و من احســن من الله صبغة " ، و لذلك فهي لا تخضع لاطر عنصرية او اقليمية او حزبية ، انما تتسامى الى حيث المؤمنون كالجسد الواحد ، يشد بعضهم بعضا .
و هذه الصبغة تتجلى في تسبيح الله تعالى في فاتحة السورة ، فكل ما في السماوات و الارض يسبح لله وحده فهو وحده القدوس ، اما غيره فيستمد قداسته و شرعيته منه و بقدر قربه منه و من قيم الوحي .
ثانيا : انعدام المسافة بين النظرية و التطبيق ، بين القول و الفعل ، لان هذه هي مسافة المقت و الفشل ، و ثغرة يتسرب منها النفاق الى ضمير الحركة ، كما يتسلل منها العدو الى كيانها .
ثالثا : الوحدة في الظاهر و الباطن ، كما البنيان المرصوص ، لا ترى فيه فطورا يذهب بصلابته ، و لا خدشا ظاهرا يجعل العدو يطمع في هدمه .
رابعا : التسليم للقيادة الالهية المتمثلة في رسول الله و اوصيائه - عليه و عليهم سلام الله - باعتبارها وسيلة الى الله ، و محور لوحدة عباده المؤمنين .
خامسا : الجهاد في سبيل الله باعتباره يمثل حالة التحدي الشجاع لاعداء الرسالة .
و لعل الجهاد محور هذه السورة التي سميت لذلك بالصف ، و لكن الحديث عنه يدور حول ثلاثة محاور :
الف / ان يكون الجهاد تحت راية القيادة و بصف مرصوص . و هذا اهم المحاور الثلاث .
باء / ان الله يظهر دينه على الدين كله ، مما يعطي المجاهدين الامل ، و يزودهم بروح النصر ، كما يرسم لهم استراتيجيات المستقبل و الا يكون الجهاد ذا اهداف محدودة .
جيم / التحريض على الجهاد بما يوحي الى ضرورة التفرغ له حتى تتم الصفقة الرابحة بين العبد و ربه .
|